قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد ابو زاهرة بأن مكة المكرمة ستشهد مساء يوم الأربعاء 11 شعبان 1442 الموافق 24 مارس 2021 (حسب تقويم أم القرى) التعامد الثاني للقمر على الكعبة المشرفة هذا العام في ظاهرة مشاهدة بالعين المجردة.
تحدث ظاهرة التعامد عندما يبلغ ميل القمر عرض مكة المكرمة ويكون في لحظة توسطه على خط زوالها وهذا بعكس بقية الاجسام السماوية ، فحركة القمر سريعة جدا ومتغيرة بين لحظة واخرى ، فهو يقطع لحركة ميلانه في المتوسط ستة درجات تقريبا خلال 24 ساعة، إضافة أن عدد مرات تعامد القمر تعتبر قليلة مقارنة بعدد مرات دورانه حول الارض في السنة والبالغة 12 دورة.
القمر سيشرق بأفق مكة المكرمة عند الساعة 02:18 بعد الظهر (11:18 صباحا بتوقيت غرينتش) ويستمر في حركته إلى ان يبلغ ميله عرض مكة ومتوسطا خط زوالها “التعامد” عند الساعة 09:10 مساءً ( 06:10 مساءً بتوقيت غرينتش).
وسيكون على إرتفاع (89.9 درجة) وقرصة مضاء بنسبة (79.9 %) في طور الأحدب المتزايد وعلى مسافة 381.811 كيلومتر ، وسيبقى مشاهدا في سماء مكة إلى أن يغرب عند الساعة 03:59 فجرا (12:59 بعد منتصف الليل بتوقيت غرينتش).
إن ظاهرة التعامد توضح دقة الحسابات لحركة الاجرام السماوية ومنها القمر التي تجعل تحديد موقعة في غاية الدقة إضافة لذلك يمكن بهذه الظاهرة الفلكية في تحديد اتجاه القبلة.
ان طريقة استخدام هذه الظاهرة في تحديد ” القبلة” تتم من خلال قيام الشخص بالاتجاه للقمر وجعله امام ناظره تماماً حينها سيكون متجه للقبلة بالضبط، وهذه التجربة تصلح لأي منطقة في العالم يشاهد فيها القمر في تلك اللحظة لكنها غير مفيدة للمناطق القريبة من مكة مثل جدة والطائف وعسفان وكل المناطق التي يقل بعدها عن درجة واحدة من مكة المكرمة.
للحصول على نتائج علمية دقيقه يفضل إستخدام جهاز “الثيودوليت” الذي يستخدم في اعمال مسح الارض ولقياس الزوايا الصغيرة في الافق ولقياس مسافات سمت الراس ولقياس الزاوية التي تتكون من تقاطع سطع عمودي ثابت وسطح عمودي يمر في احد الأجسام السماوية.
جدير بالذكر أن هذا التعامد للقمر سيحدث بعد 54 يوم و 20 ساعة و 26 دقيقة من التعامد الأول بالتزامن مع مرحلة البدر المكتمل- منتصف شهر جمادى الآخرة – 29 يناير الماضي.