الدكتور طلال بن سليمان الحربي
الاعلام بشكل عام وحدة واحدة لا يمكن تجزئتها، خاصة ونحن نتحدث عن الاعلام الوطني، وأيا كان التخصص والمجال، فان الرسالة واحدة وهي خدمة الوطن والصالح العام، ولكن يبقى ان الاعلام الرياضي بصفته الاعلام الأكثر شعبوية وانتشارا، ليس فقط في المملكة لدينا، بل في كل دول العالم، فهو الاعلام الذي يُلامس مشاعر الجماهير ويرضي طموحاتهم ويوفر لهم المعلومة الصحيحة والتوقع السليم، إضافة لما يشكل الاعلام الرياضي من منافسة وحماس وتفاعل، لهذا تجد ان غالبية العاملين في الاعلام الرياضي يمتلكون حسابات قوية على منصات التواصل الاجتماعي.
بدأت حديثي عن الاعلام الرياضي، وانا اصوب حدقات العيون على وزارة الرياضة، لان حقيقة ما نشهده مؤخرا من اعمال وانشطة وبرامج وخطط، يحتاج الى تغطية إعلامية متواصلة ومستمرة، عبد العزيز بن تركي الفيصل انتقل من الجهود الأولى لعمل خلية النحل، وبدأ بصناعة مراكز عمل جديدة ومتنوعة، وكلها مترابطة بمنهجية عمل واحدة اسمها النهوض بالواقع الرياضي السعودي،
والواقع الرياضي السعودي ليس محصورا على ممارسة الأنشطة الرياضية، بل هو مشهد واسع يشمل مع الممارسة المشاركة والمتابعة والمعرفة، إضافة الى تحقيق اهداف رئيسية أخرى في مجال الاقتصاد والاستثمار الرياضي.
بعد انتهاء فعاليات مسابقة الفورمولا1 في المملكة، وتتويج الفائزين، وما شهدته هذه المرحلة من متابعة واهتمام لدى الشارع السعودي، فان الفكرة بالغاية أصبحت اكثر وضوحا، السعودية من بوابة الرؤية 2030 وبإدارة وزارة الرياضة تتجه عن مفاهيم الرياضة العالمية، نحو مأسسة عالم الرياضة، نلعب نشارك نمارس، وكذلك نتعلم ونستثمر ونتطور، مع ما توفره الحكومة من خدمات ودعم خاصة في مجال البنية التحتية والمنشئات الرياضية ورفد القطاعات الرياضية وتعزيز قوتها، فان الرياضة في السعودية سيكون لها مستقبل مختلف كليا عما تعودنا سابقا.
حقيقة أنشطة وفعاليات عديدة تقوم بها وزارة الرياضة، واهمها بالعنوان العريض هو فتح المجالات لمزيد من التوسع، وترسيخ مفهوم المملكة العربية السعودية دولة رياضية قادرة على إقامة وتنفيذ الفعاليات بجودة متناهية ومتميزة ورائدة، وحين نركز قليلا فيما يحدث على الساحة السعودية بشكل عام، نجد ان الخيوط كلها مرتبطة ببعضها البعض، وان كل القطاعات والمجالات تتجه نحو تحقيق هدف واحد اسمه السعودية غدا، وهذا هو الهدف الرئيسي الذي نطالعه كل يوم في كل لحظة مع سيدي ولي العهد محمد بن سلمان، السياحة والترفيه والمشاريع الاقتصادية الضخمة، وبالتالي لا بد من وجود قطاع رياضي يتناسب وكل هذه الأركان، هي منظومة عمل متكاملة.
ولا بد من الاخذ بعين الاعتبار وخاصة في المجال الإعلامي حول أنشطة وزارة الرياضة السعودية، أن الرياضة السعودية لم تعد محصورة في حدود جغرافية المملكة، بل متابعوها في كل بلاد العالم، ومهمة التعامل مع الاعلام الرياضي السعودي مهمة خطيرة وحساسة للغاية، لان الاعلام مرآة تعكس واجهة الحضارة والرقي في كل دولة،
وعلى اعتاب هذه القاعدة كان وما زال الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي يعمل بكل حرفية ومهنية، لكل عمل ضوابط واسس، وهنا يأتي دور الاتحاد في ضبط ومؤسسة الاعلام الرياضي كمهنة أولا، وكهواية ومتابعة، ولهذا وجب ارسال تحية وتقدير لكل القائمين والعاملين في هذه الاتحاد.
ما نتمناه اليوم اكثر من أي شيء، هو انطلاق مسيرة الرياضة العامة الشاملة، والانتقال الى فتح البوابات لكل أنواع الرياضة، سواء الجماعية او الفردية، وهذه مهمة كبيرة جدا ننتظر من صاحب السمو الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل ان يحققها، وما زلت أتذكر مقولة احد الإعلاميين من الاشقاء في دولة الكويت، والذي كان يعاتب حول منشأة رياضية تأخر إنجازها وصيانتها، حين قال: “لو الامر في الشقيقة الكبرى السعودية، لوجدنا ان عبد العزيز بن تركي الفيصل حين يعد ينفذ، وحين يقوم بعمل فانه يتمه على اكمل وجه”.