أوضح المفكر الإسلامي في البحوث الشرعية، والعلوم الفلكية، المشارك في حساب الأهلة وفصول السنة ومواسمها وظروفها المناخية، ماجد ممدوح الرخيص، بأن غداً الأحد ١٤ مارس ٢٠٢١ هو بداية شهر شعبان ١٤٤٢هـ بالحساب الفلكي، وهو المعتبر شرعاً أيضاً.
وأكد ماجد الرخيص في تصريحاته لصحيفة “صدى” أن ذلك لأن الحساب باقٍ على عموميته لعدم ورود دليل يخصصه، كالأدلة الشرعية التي وردت في تخصيص رؤية الهلال البصرية بعد نهاية شهر شعبان لإدخال شهر رمضان أو إتمام عدة شعبان ثلاثين يوماً عند تعذر الرؤية، ولا يُخرج رمضان إلا رؤية هلال الفطر، أو إتمام عدة رمضان ثلاثين يوماً.
وأشار إلى أن أدلة وجوب المشاهدة للصيام نزلت صريحة في القرآن الكريم، كما قال تعالى: {…. فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ….} ١٨٥ البقرة، وفي السنة المطهرة، ورد عن أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((صُومُوا لِرُؤيَتِه، وأفطِرُوا لِرُؤيَتِه، فإنْ غُبِّيَ عليكم فأكمِلُوا عِدَّةَ شَعبانَ ثلاثينَ))رواه البخاري (1909)، ومسلم (1081)، وغير ذلك من الأحاديث الشريفة التي تقر رؤية الهلال بأنها شرطاً لدخول رمضان وشرطاً أيضاً للفطر.
وأضاف أن بقية شهور السنة فإنها باقية على عموميتها، لأن: أولاً:الضابط لمواقيت الشهور الزمانية هو الحساب باللفظ الصريح في القرآن الكريم؛ كقوله تعالى: {هُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَآءً وَٱلْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُۥ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ ۚ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذَٰلِكَ إِلَّا بِٱلْحَقِّ ۚ يُفَصِّلُ ٱلْءَايَٰتِ لِقَوْمٍۢ يَعْلَمُونَ} يونس٥
وقوله : ( وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ ) معطوف على ما قبله.
والتقدير : جعل الشيء أو الأشياء على مقادير مخصوصة فى الزمان أو المكان أو غيرهما قال – تعالى – : ( والله يُقَدِّرُ الليل والنهار )، بينما المنازل : جمع منزل ، وهى أماكن النزول وهى – كما يقول بعضهم – ثمانية وعشرون منزلاً للقمر؛ ثانياً: لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم باشتراط الرؤية لشهور السنة إلا ماتم ذكره أعلاه، ثالثاً: أن النبي صلى الله عليه وسلم، علم الناس الحساب بأن يكون الشهر مرة ٢٩ومرة ٣٠ .
وذكر أن ذلك كما جاء عن ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إنَّا أمَّةٌ أميَّةٌ لا نكتُبُ، ولا نحسِبُ، الشَّهرُ هكذا وهكذا)) يعني مرَّةً تسعةً وعشرينَ، ومرَّةً ثلاثين، رابعاً: وهل يعقل أن فلكي زماننا هم أحرص على الأمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيتمون شهراً أنقص الله عدته كشهر رجب الحالي، وقد علمهم الله الحساب.
وأفاد أن ظروف هلال شعبان الفلكية: سوف يحدث الاقتران بين الشمس والقمر والأرض اليوم السبت ٢٩ رجب الساعة ١:٢١م – ١٣ مارس بتوقيت مكة المكرمة، ويهل هلالاً جديداً وهو هلال شعبان، بعد مغيب شمس اليوم، وقد أنهى القمر دورته حول الأرض في شهر رجب بتسع وعشرين يوماً، وإحدى عشرة ساعة، ودقيقتين، ويستحال هذه الليلة الرؤية البصرية لهلال شعبان بشتى الوسائل البصرية لأن عمره صغير جداً، وهو خمس ساعات، وثمان دقائق بتوقيت مكة المكرمة فيكون جرمه أيضاً صغيراً، لا يشاهد لأن الضوء فيه يقدر ب%0.1 وهذه النسبة تكون شبه معدومة الضوء.
واستطرد: “يكون اختفاؤه بالأفق قبل مغيب الشمس بربع ساعة تقريباً، حتى لو كان غيابه بعد الشمس بسبع دقائق تقريباً.. كل هذه الأسباب بمشيئة الله تؤدي إلى عدم رؤيته بالوطن العربي، بل بالعالم كله.. مع ثبوت حسابه بالأدلة الصريحة الشرعية والفلكية” .