أمانة التمريض …..

بقلم : أسماء الغبر المخينية

المهنة هي رزق من الله وتوفيق . وغالبا ما يكون مكان عملك هو إختبار لك ليرى الله حفظك لهذة الأمانة ورعايتك لها  بل تأديتها بإتقان وضمير حي ، والعمل ليس أنني أعمل في المكان الفلاني وبالراتب الفلاني وأجري جري الوحوش حتى أحصل على علاوات مرتفعة ودرجات تجلب لي الكثير من المال فقط ،كما أن العمل ليس تفاخرا وتكبرا على الناس ومقارنة أحوال واستخدام سلاح المكانة في تفضيل الغير وتميز بعضهم .

إن العمل هو الإجابة المطمئنة التي ستأخذني إلى جنات المأوى حين أسأل عن عملي ماذا عملت فيه …
رَوى ابنُ حِبَّانَ والترمذيُّ في جامِعِه أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: “لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن أربعٍ عَن عُمُرِه فيما أفناهُ وعن جسدِهِ فيما أبلاهُ وعن عِلمِهِ ماذا عَمِلَ فيهِ وعن مالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وفيما أنفقَهُ..
… مهنةالتمريض مهنة قدسية وقوية مهنة تحتاج إلى خوف من الله أولا وضمير حي بمعنى الكلمة وذلك لما يقوم به الممرض أو الممرضة أو اي فرد بالطاقم الطبي بجميع مسمياته المهنية والفنية من أعمال تقع في حياة الإنسان أو موته فمعالجة المريض وإعطائه  ما يحتاج من جرعات أو وصف طبي بيد الممرض وأوقات العلاج والتاكد من أخذ المريض المرقد في المستشفى مسئولية الممرض ، وعلى الممرض أن يتحلى بالصبر والصدر الرحب في معالجة المريض موضحا لنفسه أن حالة المريض تختلف من شخص إلى أخر بسبب النفسيات والأعراض والحال الذي يقع فيه المريض جراء المرض فمن أصحاب البلاء صابر وشاكر ومنهم  ضعيف وخائف رغما عنه ..

وأنوه في مقالتي هذة لكل ممرض وممرضة واطباء وفنين عن أهمية حفظ أسرار المريض والزائر للمستشفى مهما كان مرضه حتى إن كان يشكو من حمى بسيطة فالحياة إبتلاءات وعِبر وأمراض متنوعة بأسبابها المؤسفة والمقدرة فلا يحق أن نخبر هذا ونخبر ذاك عن حالة المريض حبذا إن كان للعلم أن فلان مرقد في المستشفى بسسب وعكة صحية ولا داعي للتوضيح بأنه أخذ كذا وجاء لكذا وفعل كذا وقال له الطبيب وأجريت له فحوصات لكذا  فهناك من الناس من لا يريد أحد أن يعرف عنهم شيء وهذا حقهم الذي أقسم عليه كل من عمل عملا عرف فيه أحوال الأخرين .
أمانة التمريض هي الأمانة الثقيلة التي يحملها الإنسان كغيرها من المهن التي تطلب الصبر والإستعانة والدعاء إلى الله أن يثبت قلوبهم ويعينهم على كتمان الأسرار والأداء الحق لقوله تعالى ( وَقُلِ ٱعْمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُۥ وَٱلْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَٰلِمِ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَٰدَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) .

تلك اليوم الصعيب الذي ستواجه فيه من أفشيت سرهم وفضحت حالهم وكشفت مرضهم ، ستواجه أولئك الذين أهملت رعايتهم ولم توفيهم حقهم في المقابلة التشخيصية أو العلاجية ،  ستسمع يداك يوم تنطق بالحق إذا زدت او أنقصت في جرعات أحدهم  عمدا ، .
إعمل بجد وراقب الله من بداية دخولك لعملك حتى خروجك منه واعدل في ردودك وأفعالك مع زملائك وضيوف مكانك في العمل فهؤلاء هم من الذين سيزيدون حسناتك في يوم لا ينفع فيه مالا ولا بنون إلا من آتى الله بقلب سليم.

..

 

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.