ابحث داخل الحفرة

بقلم : منار مليباري

لا تستسلم ، قاوم ، أعد المحاولة ، لا تيأس ، لا تفقد الأمل !
عبارات ترددت على مسامعنا مرارا وتكرارا ، ورغم أنها في الأصل عبارات محفزة ومشجعة
إلا أننا وفي كل مرة قد نجد أنفسنا نسقط في حفرة الفشل مرة أخرى وقد طال الظلام علينا ..
لن أخبرك اليوم بضرورة الخروج من هذه الحفرة ، أو تكرار نفس محاولاتك للصعود إلى الأعلى ، ربما طلبت المساعدة كثيرا دون جدوى ، ربما حاولت إلقاء الحبال وتثبيتها في الأعلى ولم تنجح ، ربما حاولت تسلق الجدار مرات عديدة ولم تستطع ، بل على الأرجح بأنك تدربت كثيرا أيضا لتصبح أقوى ولم تنجح في الخروج !
ولكن أحيانا قد يكون السبب أمرا بسيطا وهو أنك لم تنظر إلا إلى الأعلى فقط ، أي أنك لا ترى سوى الهدف فقط ، و لم تفكر أبدا بتغيير وجهتك أو التعايش مع ظروف هذه الحفرة و العمل فيما هو بمتناول يديك حتى تصل إلى ما تريد ..
إن بحثت حولك جيدا فقد يكون هناك نفقا يؤدي بك إلى الخارج ، أو أحجارا يمكنك أن تصنع منها سلما إلى الأعلى وإن كان بمقدار درجة تصنعها كل يوم ، ربما يكون الطين مبتلا ليساعدك على صنع الدرج أيضا ..
أن يتوفر لديك أمر الطعام و الشراب لهو أمر رائع فربما تعثر على بذرة لشجرة تعتني بها لأشهر مادام عليك المكوث طويلا ومن ثم ستحصل على ما يمكنك التسلق عليه للخروج !
كثير منا ما إن يحصل على شهادته الجامعية حتى يبدأ في البحث عن وظيفة الأحلام ، وإن لم يحصل عليها فإنه يستمر في بالبحث و الشكوى بنفس الطريقة وكأنه ضمن مسبقا بأن مصدر رزقه لن يكون إلا بهذه الطريقة ..
لن أطلب منك التوقف عن البحث ولكن ماذا عن العمل ومحاولة فعل شيء بما هو في متناول يديك ؟ ماذا عن بدء مشروعك الخاص ؟ ماذا عن تجربة القيام بالعديد من المشاريع الفاشلة ؟ فلن تعلم أبدا ماذا ستكون نتيجة ما تريد القيام به حتى تجرب ، وبعدها فقد تحصل إما على وجهتك أو أدواتك الجديدة ، أو وظيفة أحلامك ، أو مصدر دخل إضافي ، وإما ستحصل على درس وخبرة يفيدانك في المضي قدما ..
ربما لن تصبح معلما لكنك ستفتتح مدرسة ، ربما لن تصبح طبيبا لكنك ستنشيء مجمع عيادات طبية ، ربما لن تكون موظفا لكنك ستمتلك مؤسسة فابحث داخل الحفرة !

 

About إدارة النشر

Check Also

كبري رديس

أحمد جرادي تأمل الجميع أن تسارع الجهات المعنية بكبري رديس ان تجد حل جذري وسريع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.