التطوع في زمن فيروس كورونا هو الأخطر والأنبل والتحدي الأصعب

 

بقلم: المتطوعة صالحة العدواني

تصلني أحيانًا أسئلة واستفسارات من كثير من الأشقاء والشقيقات المواطنين والمواطنات وكذلك من الأصدقاء والصديقات المقيمين والمقيمات يستفسرون عن كيفية انخراطهم في عالم التطوع وأجيب:” أنا مثلي مثلكم متطوعة أعشق التطوع ومساعدة الآخرين وأبواب التطوع مفتوحة للجميع من خلال الجمعيات الخيرية والإنسانية وأيضا المستشفيات وغيرها وهناك وزارات تطرح أحيانًا رغبتها في الحصول على متطوعين ومتطوعات وأبواب الخير دائما مفتوحة لفاعلي الخير. ومهمتي الأساسية هي تنوير العقول عن هذه الرغبة الموجودة فيكم ألا وهي رغبة التطوع من خلال كتاباتي والتي تنشرها الصحف مشكوره.

واليوم مقالتي عن “التطوع في زمن فيروس كورونا”، والتي هي مهمة ليست بسهلة، فبين الخوف من الإصابة بفيروس كورونا والخوف أيضا من اكتئاب الحجر الصحي، أقول هنيئا لمن اختار طريقا أو جهة جديدة لإسعاد الآخرين ألا وهو طريق (العمل التطوعي)، أن يخرج المتطوع من الصومعة، ليرتقي بنفسه ويسمو بروحه ويضحي بوقته وجهده هذا في حد ذاته معنى أن يرسم الابتسامة والفرحة والسعادة على الآخرين. أن يخفف الألم دون مقابل، أن يضحي بوقته وجهده؛ أنها الإنسانية الأكثر إشراقا في عصر المصالح المادية الشرسة، أن يبحث المتطوع عن بقايا فرح بين بيوت متعبة ونفوس تستغيث. ويستغل لحظات الحياة الثمينة، ويخاطر في أوقات الخطر والمرض والأزمة، ربما التطوع في زمن كورونا هو (الجهاد الأعظم) في هذا العالم.

لم أفكر يوما من الأيام في خوض تجربة التطوع قبل أن أجد نفسي خالية الوفاض من كل هدف وسعادة وتمني، ولكني أردت أن أشارك مقالاتي في الكتابة عنه، فهي الفيتامين التي سنواجه بها كوقاية و حماية من فيروس كورونا، والدعوة لتطبيق جميع الاحترازات الوقائية، ودعوتنا للشباب من الجنسين وهم عصب المجتمع وقادته الحقيقيين، فبالتكامل والعطاء نصنع التكامل والمعجزات داخل مجتمعنا السعودي النبيل. نعم تجربة التطوع في زمن فيروس كورونا وتشجيع الناس للتطوع تبشر بالخير، فكل ما يحتاجه المتطوعين اليوم هو فرصة كفيلة بصنع المعجزات وقلب الواقع، انطلاقا من طاقاتهم وإحساسهم بالمسئولية وحب العمل التطوعي، فرغم الأجواء المشحونة بالخوف والمرض والحجر الصحي والمخالفات والعقوبات، يصر المتطوعون والمتطوعات أن يجابهوا المرض بسواعدهم وعزيمتهم وعطائهم. إن تجربة التطوع في زمن كورونا هو إدمان لا يمكن هزيمته، لأن الجميع على ثقة أنهم يخوضون حربًا طاحنة ضد العجز والأنانية والمرض، متسلحون بخير الدنيا وبدعم من قياداتهم وحب كبير لوطنهم الحبيب وشعبهم الطيب. التطوع هو أقرب للعبادة، بل هو جزء من عبادة الإنسان لربه، اللهم اجعلنا من عبادك المتطوعين.

عن د. وسيلة الحلبي

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.