فوزية عباس / روافد:
أما لماذا أطلق عليهما هذا اللقب فذلك لأنهما تشاجرا وتنافسا فترة من الزمن بالأحذية الرياضية،في مجالات تصنيعها وتسويقها وتصميمها ..
بدأ أدولف “آدي” داسلر تصنيع أول حذاء رياضي في مطبخ منزله ببلدة هرزوجنيوراخ في بافاريا الألمانية ، وذلك بعد عودته من الحرب العالمية الأولى ، وفي عام 1924، إنضم إليه شقيقه رودولف (رودي) داسلر وأسسا معا مصنع “الأخوان داسلر” لصناعة الأحذية ثم ازدهر العمل بهذا المصنع ..
في دورة الألعاب الأولمبية عام 1928، قام داسلر بتجهيز العديد من الرياضيين بهدف توسيع نشاط الشركة على المستوى الدولي، و كذلك خلال دورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1936 في برلين، و جدير بالذكر أن “أدولف” هو أول من صنع حذاء كرة القدم بالمسامير ..
في عام 1947، انفصل الأخوان فأسس رودى شركة بوما، وأسس آدي شركة أديداس، و كلمة أديداس مكونة من “أدي” (اسم مستعار لأدولف) و”داس” من (داسلر) أما رودي فقد اختار “رو” (أول حرفين من كنيته) مضافاً إليهما “دا”، (أول حرفين من لقبه) “رودا” لكن، تبين أنه اسم غير مُغرٍ تجارياً، فغيّره إلى “پوما”، أي أسد الجبال، الحيوان الشرس الوثاب، مما يوحي بالسرعة والمرونة والخفة ..
و لكن لماذا حلّت القطيعة والعداء بين الأخوين ؟
كان ذلك بسبب الشهرة والثروة، حيث اشتد الخلاف بينهما، وهناك سبب آخر لعداء الأخوين و هو الغيرة والنميمة والحسد بين زوجتيهما، مما عمق الفجوة بين الأخوين، كما أنه في أثناء الحرب العالمية الثانية، تمّ تجنيد رودولف، بينما أعفي أدولف من الخدمة على أساس ضرورة دوره في الإشراف على إنتاج أحذية للجيش الألماني، فحقد رودولف على أخيه أكثر، وحدثت القطيعة الرسمية التي لا مناص منها ..
والطريف أن هذا الخصام طال سكان ناحية “هيرزوغن أوراخ” حيث يقع مصنعا الأخوين، بين مؤيد لهذا أو لذاك ..
كما أسهم تباين شخصيتي الأخوين في تكريس عدائهما، فالأصغر أدولف، كان تقنياً بارعاً، أبدع في إيجاد تصاميم فريدة وعكف على تطوير المنتجات ووسائل تصنيعها، كما مارس هو شخصياً الركض، مما عزز براعته في تصميم أحذية الركض، في المقابل، كان البكر رودولف متحدثاً لبقاً، ضليعاً في العلاقات العامة والتواصل والتسويق، فطن إلى الإمكانات التجارية الكامنة الهائلة من احتياج الألمان إلى الرياضة كمتنفس، فألمانيا توجهت إلى التربية البدنية كوسيلة للتعويض عن الإحباط والمهانة إثر هزيمتها في الحرب العالمية الأولى ..
و استمرت الشركتان في العمل و حققا نجاحا مبهرا و افتتحا مئات الفروع في كل أنحاء العالم و العجيب أن الخصام الذي ساد بين الأخوين امتد لموظفي و عمال المصانع الخاصة بهما و الشركات فلا يزال التنافس و السباق على أشده بين “أديداس” و “بوما”
شاهد أيضاً
الخضيري : الميكرويف لا يسبب السرطان
روافد ـ متابعات قال أستاذ المسرطنات فهد الخضيري، إنه لا توجد دراسات ولا أبحاث تثبت …