المنتدى العالمي “متصلون من أجل تحقيق الازدهار” يدعو للثقة بقدرات التقنيات الرقمية لتعزيز التنمية المستدامة

 

روافد العربية/ وسيلة محمود الحلبي

في إطار فعاليات دورة 2021 من المؤتمر العالمي للجوال المقامة حالياً في شنغهاي، نظّمت هواوي بالتعاون مع الجمعية الدولية لشبكات الهاتف المحمول (جي اس ام ايه) منتدى “متصلون من أجل تحقيق الازدهار المشترك”، حضره مندوبين رفيعي المستوى من الشركات والمنظمات المتخصصة من كافة أنحاء العالم، بما فيها الجهات التنظيمية الدولية للاتصالات وخبراء التكنولوجيا من دول منطقة الشرق الأوسط. ووصل عدد المشاركين لأكثر من 100 من 50 بلداً، ناقشوا من خلال الحضور الشخصي أو عن بعد دور التقنيات الرقمية في تعزيز التنمية المستدامة لبناء عالم أفضل وأكثر اتصالاً.

وألقت كاثرين تشن ، النائب الأول لرئيس شركة هواوي ومديرة مجلس إدارتها، كلمة المنتدى الافتتاحية بعنوان “ثق بقدرات التقنيات الرقمية” حيث سلطت الضوء على الدور الرئيسي للتكنولوجيا في دفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وأكدت دعم الشركة لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وبناء عالم صديق للبيئة. كما دعت الشركات والأفراد وكافة الجهات المعنية لمضافرة الجهود ووضع خطط طموحة للعمل المشترك على طريق التنمية والتطوير الاقتصادي والاجتماعي.وأوضحت كاثرين أنه عند مراجعة الأحداث التي شهدها العام الماضي وحالة الإرباك التي وصلت لها العديد من القطاعات الحيوية، يتضح أن التوافق بين الآراء بشأن التدابير الاجتماعية هو أمر بالغ الصعوبة، لكن في الوقت ذاته لا خلاف على ضرورة متابعة تمهيد الطريق لتحقيق أهداف الأمم المتحدة السبعة عشر للتنمية المستدامة والتي تؤدي التقنيات الحديثة دوراً أساسياً في تحقيقها. لذا، لا بد من تفعيل مزيد من أطر العمل المشترك ضمن مسارين يعتبران الأكثر أهمية حالياً، إطلاق القدرات التقنية بشكل كامل ودفع عجلة التنمية المستدامة.وأكدت كاثرين بأن هناك تحديين رئيسيين يواجهان عالمنا حالياً. التحدي الأول هو التوصل إلى اتفاق حقيقي بشأن دور التكنولوجيا في دفع عجلة التقدم البشري، فقد شهدنا على مدار التاريخ العديد من التغيرات الاجتماعية الكبيرة التي حققتها الإنجازات العلمية والتقنية، إلا أنه يتم في وقتنا الحالي الترويج للتطورات التقنية من خلال إضفاء طابع سياسي عليها أحياناً يصل لدرجة الادعاء بأنها تشكّل تهديداً. ونتيجة لذلك، تراجعت الثقة بالقدرات التقنية نوعاً ما بسبب الخوف والارتياب، فيما يسعى البعض إلى الحد من التطور التكنولوجي لمصالح منفردة.وذكرت كاثرين بأنها قرأت مؤخراً في أحد التقارير أن المنصات الرقمية الأساسية التي تسيطر عليها الصين ستشكّل خطراً كبيراً على الولايات المتحدة إذا لم تفرض عليها القيود المناسبة وأن تقنية الجيل الخامس هي احدى هذه المنصات. لكن الحقيقة تقول بأن الجيل الخامس وهو تقنية موحدة تتميز بمميزاتها الإيجابية الجديدة، وستسهم فعلياً في نجاح تحول القطاعات التقليدية وتوفر لها الدعم في شتى المجالات. ونشهد في وقتنا الحالي نشر تقنية الجيل الخامس في مختلف القطاعات حول العالم كونها توفر العديد من التجارب المميزة للمستهلكين، ويتزايد الاعتماد عليها في الموانئ البحرية والمناجم وقطاع النقل نظراً لدورها المهم في تعزيز الكفاءة التشغيلية. وهذا بالتأكيد ليس بالأمر السيء أو الممكن التشكيك به على الإطلاق. فإذا اعتبرنا أن التكنولوجيا مهمة ولكن تطورها والعمل المشترك فيها ينحى حالياً منحاً خاطئاً نوعاً من الناحية النظرية، فسيؤدي ذلك إلى مزيد من الاختلاف وحالة الارتباك والتراجع التي لن تفيد أهداف الانتعاش الاقتصادي والتنمية الاجتماعية، وبالتالي يجب علينا أن نتفق حول هذه المسألة على المستوى العالمي وأن نثق بقدرة التكنولوجيا على دعم تطور المجتمعات.

وأضافت كاثرين: “يجب أن ندرك أن إساءة استخدام التكنولوجيا من قبل شخص ما لا تعني أن التقنيات الحديثة تشكّل أي خطر. وقد رأينا كيف ساهمت قواعد إدارة المخاطر التقنية في حمايتنا منذ الثورة الصناعية، حيث يمكن للتطورات التكنولوجية أن تتجاوز الحدود المحلية وتعزز جودة الحياة دون أن تكون هناك أي مخاطر بفضل هذه القواعد. وفي الوقت الذي ننتقل فيه للعصر الرقمي، تسعى العديد من المؤسسات المعنية إلى وضع قواعد للحوكمة من أجل ضمان الأمن السيبراني وحماية الخصوصية وتوفير الذكاء الاصطناعي الذي يمكن الاعتماد عليه في الحفاظ على السلامة. إنه الوقت الأمثل لنثق ببعضنا البعض ونفسح المجال للتطور التكنولوجي”.

وذكرت كاثرين بأن التحدي الثاني الذي يواجهه عالمنا يتمثل بضرورة اتخاذ إجراءات حازمة لتعزيز كفاءة التكنولوجيا وابتكار القيمة للجميع. وربما يكون التوصل إلى اتفاق موحد يقره الجميع أمراً صعباً، ولكن إيقاف التطور التكنولوجي لا يجب أن يكون من الأمور الواردة في منطقنا مطلقاً. ويمكن للمؤسسات أن تبدأ الاعتماد على التقنيات الحديثة اعتباراً من المشاريع الصغيرة. وفي هذا الإطار، تحدثت كاثرين عن مفهوم النموذج الأولي للمنتج الذي يمثل مرحلة تطوير المنتج، حيث يلبي المنتج في هذه المرحلة المتطلبات الأساسية للمستخدمين بالاعتماد على القليل من الموارد. ويمكن بعد هذه المرحلة إعادة إنتاج النموذج الأولي وتطويره بشكل متواصل بعد إطلاقه. وبما أنه من الصعب أن تتفق جميع الآراء، يمكننا الاعتماد على مفهوم النموذج الأولي لضمان مواصلة التطور التكنولوجي. ومن خلال التركيز على ما نتفق عليه حالياً والاعتماد على الموارد المتاحة، يمكننا دفع عجلة التطور بشكل تدريجي. تكرار المحاولة هو الطريق إلى الكمال. أما الصراع فيؤدي إلى الركود.وأوضحت كاثرين أنه لطالما ساهمت هواوي في تعزيز التطور التقني، إذ نثق بأن التكنولوجيا سترخي بسدول فوائدها على الجميع. كما نثق بدور التقنيات الرقمية في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، حيث أجرت هواوي العديد من الأبحاث على استخدامات التقنيات الرقمية التي يمكن أن تسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

الجدير بالذكر أنه يتم استخدام حل Smart PV من هواوي على نطاق واسع في أكثر من 60 بلداً للحد من الانبعاثات الكربونية بما يصل إلى 148 مليون طن أي ما يعادل زراعة أكثر من 200 مليون شجرة. وفي إثيوبيا، تعاونت هواوي مع عملائها على نشر أكثر من 400 محطة للطاقة الشمسية، مما ساهم في الحد من انبعاثات الكربون بـ 2850 طن. أما في الصين، ساهمنا في بناء أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم وهي مخصصة للزراعة وصيد الأسماك في محافظتي نينغشيا وشاندونغ. كما أطلقت هواوي بالتعاون مع اليونسكو برنامج المدارس المفتوحة من خلال شراكة تمتد على مدار ثلاثة أعوام للمساهمة في تحسين المهارات الرقمية لمساعدة المدارس على توفير التعليم عبر الإنترنت في كلٍ من مصر وإثيوبيا وغانا.

وفي ختام كلمتها، قالت كاثرين: “لولا التكنولوجيا لما تمكنا من إجراء أي اتصال أو الحد من الانبعاثات واستهلاك الكهرباء. كل تحسين صغير قمنا به، لم يكن بالإمكان تحقيقه من دون التطور التقني. هذه هي القيمة التي توفرها التكنولوجيا إلى العالم ولا خيار لنا سوى مضاعفة جهود التعاون والعمل المشترك لتحقيق المزيد من الابتكارات التقنية لصالح مستقبل البشرية”.

عن د. وسيلة الحلبي

شاهد أيضاً

توقيع اتفاقية بين center3 وهواوي لانشاء منطقة سحابية في المملكة

الرياض – روافد وقعت center3، المزود الأبرز لخدمات الاستضافة ومراكز البيانات في منطقة الشرق الأوسط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.