الشاعر / علي هتان -بيش
غازلتُ أنثى الطين في عرس الحقول
ولمست نهد العذق في الغصن البتول
فاهتز خصرٌ يستثير صبابتي
وألَحَّ يسأل من أنا حتى أقول
فذكرت سحر العاضيات وقارةً
تهتز من ريٍّ وتشمخ كالخيول
فعرفت أن الحسن طفل سحابةٍ
رضعت بذور الشمس من صدر السيول
وعرفت أن الحب حبة لؤلؤٍ
سقطت من المحراث فانتشت السهول
حتى تفيق على خضاب صبيةٍ
نشرت على المهجان أحلامَ الفصول
وسقت عجين الخبز من تحميدها
وتوهجَ التنورُ من بعد الأفول
في كل ما حمل التراب بقريتي
ألقٌ يذيبُ الروحَ في لحن الذهول
ناديت غصن الذكريات فضمني
وشممت عطر الأمس في شوق الكهول
جازان يا سحر القصيدة رتلي
ما خط غيم السفح في سبب النزول
واروي عن الوديان قصة سدرةٍ
صنعت هدايا النحل من بوح الطلول
حسناء تغسل في الشواطئ كفها
وجديلها المغسول من خضر السهول
قمرٌ على خد الجنوب لمحتها
ومشاعرٌ كالموج دائمةُ الوصول
تختال في حلل الضياء أميرةً
تحكي بياض الفل يعزفها الهطول
سيظل وصف الحسنِ سطراً هارباً
أنَّىٰ نُفسرُ ما استقرَّ وما يجول؟