روافد ـ متابعات
نظم النادي الأدبي الثقافي بجدة فعالية خاصة احتفاءً باليوم العالمي للغة برايل لعام 2025، بالتعاون مع الوكيل الأدبي والناشط في مجال الإعاقة البصرية محمد توفيق بلو، تحت شعار “سطور مضيئة معهم” بحضور رئيس النادي الأستاذ الدكتور عبد الله بن عويقل السلمي. و كوكبة من ذوي الإعاقة البصرية وأسرهم، ونخبة من المثقفين، إضافة إلى الفنان التشكيلي المخضرم إبراهيم بوقس، وعدد من الإعلاميين وأعضاء النادي.
بدأت الفعالية بافتتاح معرض الفن التشكيلي الذي شارك فيه الفنانان المكفوفان إيمان علاوي وفارس بكر ، حيث عرضت علاوي عدد من اللوحات التي تجسد الفن السريالي بأسلوب حسي، تميزت بألوانها الجذابة مع بروز معالمها وقالت إنها تنتقي ألوانها المائية والزيتية معتمدة على ذاكرتها البصرية وتكتب على أنابيبها أسماء الألوان بخط برايل للتعرف على اللون المطلوب، وتستخدم خيالها في المزج والإيحاء لتصنع لوحات خيالية تتيح للمبصر التعمق فيها وتفسيرها بخياله أما الكفيف فيمكنه تحسس اللوحة ومعالمها وبناء صورة ذهنية عنها وقد أتاح ذلك تجربة فريدة للمبصرين والمكفوفين من الحضور للتفاعل مع أعمالها.
من جهته، أبدع فارس بكر في تقديم أعمال خزفية استوحى فيها تفاصيل من معالم المملكة، بالإضافة إلى أشكال لحيوانات وطيور وأجزاء من أطراف بشرية (أيد وأقدام) مستندًا إلى ذاكرته البصرية قبل فقدانه للبصر.
بعد ذلك أعلن مقدم الحفل الأستاذ أحمد آل سعد الغامدي عن بدء الفقرات بتقديم الطالب الكفيف بمدرسة الثغر الابتدائية بجدة عبد العزيز حمد الذي شنف مسامع الحضور بصوته العذب قارئًا سورة عبس التي خشعت لها قلوب ومسامع الحضور
تلاه الطفلة الكفيفة الموهوبة الطالبة بالصف الثالث الابتدائي بمعهد النور للبنات بجدة كيان بدوي بعزف موسيقي للنشيد الوطني ومقطوعة أنت ملك. ما أضفى طابعًا وطنيًا وإبداعيًا على الأمسية.
ثم ألقى رئيس النادي كلمة شكر فيها الحضور وقال إن هذه الليلة من أميز الليالي وأغلاها على نادينا إذ إنها تحتضن هذه الكوكبة ممن حباهم الله البصيرة، وأكد على أن احتفال النادي بهذه المناسبة يأتي ضمن مسئولياته الاجتماعية ومواكبة لما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين من إهتمام بالأدب والثقافة ودعم للنخب المثقفة والمواهب بجميع فئاتهم، مضيفاً أنه تأتي أهمية هذا اليوم الذي تحتفي به المملكة، شأنها شأن دول العالم، في الرابع من يناير من كل عام، استنادًا إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في عام 2018. بهدف إذكاء الوعي بلغة برايل كوسيلة تتيح للمكفوفين تحقيق حقوقهم الكاملة في مختلف المجالات.
كما تضمنت الفعالية كلمة لمدرب تقنيات المكفوفين ماجد إبراهيم العسيري، شرح خلالها أهمية برايل تاريخيًا وعمليًا.
وقدم المدرب حسني جميل بوقس عرضًا ملهمًا حول مشروعه الرائد في تدريب المكفوفين على مهنة تدليك القدمين، والذي حقق نجاحات بارزة على الصعيد المحلي. بتدريب عدد من المكفوفين الذين أفتتحوا مراكز خاصة بهم. وجسدوا نموذجا” حيا” في التنمية المستدامة للمكفوفين.
بعد ذلك استمع الحضور إلى تسجيل صوتي لنشيد “الواحد الأعظم” من أداء صاحبة الإعاقة البصرية مستشارة التربية الأسرية أميرة باوزير من كلمات الشاعر حسن وألحان أستوديو الركائز.
واختتمت الأمسية بفقرة الوكيل الأدبي محمد توفيق بلو، الذي أستعرض قصة كتابه الجديد “سطور مضيئة معهم”. الكتاب يجمع 12 قصة ملهمة لشخصيات من ذوي الإعاقة البصرية، من بينهم المشاركون في الفعالية، مثل الفنان فارس بكر والمستشارة الأسرية أميرة باوزير. وأكد (بلو) أهمية تسليط الضوء على إنجازات ذوي الإعاقة البصرية وتعزيز الوعي بدور لغة برايل في تحقيق النجاحات.