عقل فارغ

بقلم / منار مليباري

هل تعاني من الفراغ ؟ ، هل هو مؤلم ومتعب إلى الحد الذي يشعرك بالإحباط ؟ ، دعني أخبرك إذا بأن هذا الفراغ نعمة !
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ ) رواه البخاري ( 6049 ) ” الإسلام سؤال وجواب ”
حسنا ربما تكون فارغا الآن ولا تشعر بهذه النعمة ولكن ماذا قبل هذا ؟
ألم تمر عليك لحظات في حياتك تمنيت فيها أن تكون فارغا؟ وها أنت الآن تتمنى أن تكون مشغولا ، وعندما تعود مشغولا فانك قد تتمنى الفراغ مرة أخرى وهكذا !
الحقيقة أن المشكلة ليست في الفراغ نفسه ولكن في شعورك بأن الوقت يذهب منك هباء دون فائدة، ولذلك فأنت تبحث هنا وهناك عن وسائل لقتل هذا الفراغ الذي قد يحسدك عليه الكثير من الناس !
بل وحتى عندما تجد ما تملأ به فراغك لمجرد ملء الفراغ فإنك تشعر بعد الانتهاء من ذلك باحباط وفراغ أكبر من الفراغ الذي كنت تشعر به قبل ذلك كالفراغ الذي تجده بعد مشاهدة فيلم أو ممارسة لعبة مثلا .
شخصيا أعتقد بأنه لا بأس بالبقاء فارغا لبعض الوقت بل و الكثير من الوقت فعقلك الآن مستعد لاستقبال الأفكار التي ينبغي عليك حقا فعلها للشعور بالرضا عن نفسك.
حاول التخلص من مصادر القلق و الازعاج و الطاقة السلبية.
قم بما ينبغي عليك فعله من واجباتك اليومية.
والآن أنت تمتلك عقلا فارغا ..
فكر فيما تريده من هذه الحياة فعلا
ما الذي تحتاجه؟
ألا تحتاج لمحاولة تحسين علاقتك مع الله و التقرب إليه ؟
هل تحتاج للبحث عن مصادر دخل جديدة ؟
هل تحتاج للعودة إلى ممارسة هواية قديمة ؟
هل تحتاج للإطلاع وزيادة معلوماتك وثقافتك ؟
هل تحتاج للعناية بشكلك ومظهرك؟
هل تحتاج إلى تنظيف المنزل ؟
هل تحتاج إلى قضاء الوقت مع أسرتك أو أصدقائك ؟
هل تحتاج إلى الاسترخاء وإراحة رأسك ؟
هناك الكثير و الكثير من الأشياء التي تمنيت القيام بها عندما كنت مشغولا حتى وإن كان مجرد الحصول على عقل فارغ .. فهاهي فرصتك الآن .

 

About إدارة النشر

Check Also

“براءة العيون الجميلة الجزء 2”

بقلم د.. حسين مشيخي في لحظات عدة وأنا مع نفسي أشتاق لك شوقا جنونيا، لا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.