هجر و عتاب

الطائر الجريح
احمدالمتوكل بن علي النعمي
جازان – حرجة ضمد
20 – 6 – 1446

عاتبتني لطول بعدي و هجري ..
واختفائي في كل ورد و صدر
وابتعادي و نأي قلبي و صدي ..
و انعزالي و غفلتي دون ذكر
و أرتني أن الوئام محال ..
إن قضى فيه من يهيم بختر
و دعتني إلى هواها و منت ..
باتصال على مجالي يسري
و بفيها ملامة أسمعتني ..
بعضها في جميل طي و نشر
ما على من هويت إن رق حبا …
لنداء و غال عسرا بيسر
و تمادت ولم أكن غير مصغ ..
بانتباه و ما شردت بفكري
و احتوت غربة لتخفق روحا ..
في ضلوعي بما يشد و يغري
و كأني بها و قد غبت عنها ..
تتخطى باللوم سري وجهري
و تمني شغافها باقتراب ..
من بعيد يزيل أغرب ستر
ولها الحق في السؤال ومالي ..
أحجب الحق في تعال و كبر
و قبلت العتاب منها وحسبي ..
أنها تستثير شيئا بصدري
فأنا العاشق المغيب شهرا ..
وهي من لم تطق تغيب شهر
عاتبتي بكل حب و قالت ..
أيها الحب خذ بسمعك أجري
و دع الصد إن عقلت فإني …
لست أدري به حقيقة أمر
و ارض مني إذا عتبت و قدر ..
لي حديثا فلي بحبك قدري
و حرام ألا أعود بشيء ..
منك تروي به جفافي و قفري
و تجلي به الخفي فأعفو ..
عنك فيه على الرضا أي وزر
أيها الغائب الذي قد تجنى ..
بالتنائي و قد رزئت بخسر
لك قلب و ما يحن كقلبي ..
لحبيب و ما يبوح بسر
فأجبني إذا سألت و كن لي ..
باعتمادي عليك مصدر فخر
و وجودا إليه تسكن روحي ..
و حصونا بها أواجه دهري
أيها المبعد المريب حياتي ..
بك و الأمر منك ما زال أمري
و الليالي أعيشها و هي عني …
تتوارى و الحمل يثقل ظهري
و الأماني على الهوى كسراب …
إن تبدى ما كان يجري بنهر
عز عندي الفراق بعد وصال ..
و به منك صار بيتي قبري
فيم أعرضت مدبرا و لماذا ..
قد تخبطت في مشين ومزري
و توليت دون أي وداع ..
في سلوك من المسالك وعر
ثم أخرتني و قدمت غيري ..
في اهتمام و ما حفلت بأمري
فيم هذا الجفا ألست تراني ..
أتردى ما بين أسر و كسر
و أقاسي النوى ببعدك عني ..
يا حياتي و أشتكي فيه ضري
و أعاني في كل ليل و نفسي ..
تتلظى ما بين قهر و صبر
و لم البعد طال حتى تهاوى ..
ما بنينا و ما أحطت بخبر
و لكم أغرقت دموعي خدي ..
و تقلبت بالجوى فوق جمر
و تأملت أن أراك بقربي ..
في وجود بعيد فطر و نحر
ترسم الأنس والسعادة حولي ..
و تقيني من الأسى كل ضر
و تريني أن الهوى ليس إلا ..
جنة الحب بين نهر و زهر
و لطول الدجى رجوت بأني ..
عن قريب سألتقيك بفجر
أو خلت المسا بمسراك يوما ..
يتباهى بنوره دون بدر
أم حسبت الحروف منك تغني ..
دون وجه بدا و خصر و نحر
نحن شطران في الهوى فلماذا ..
رحت عن شطري المتمم شطري
و تمددت في غناك وحيدا ..
و أنا ههنا رهينة فقري
أرقب القرب كل يوم و أذوي ..
في انتظار على التحرق يفري
و كأني أرعى الشقا و زماني ..
في شقائي يظل يأكل عمري
و كأني و قد ربحت بعشقي ..
فيك أبصرت بالمرابح خسري
أجهل الغيب غير أن اتصالي ..
بك يشفي ما يستلج بصدري
و لئن كنت قد أسأت فإني ..
لك ما زلت مخلصا دون كفر
ما تخليت عنك يوما لشيء ..
فاتن زائل عن العين نزر
و لشوقي عجلت نحوك حتى ..
تبصر الحال إن جهلت وتدري
فأجرني مما جنيت و أصلح ..
لي شأني واجبر بقربك كسري
وادن من هاتف غشاك بليل ..
و تهيأ لمن دعاك ببشر
في اجتماع به نعيد سويا ..
ما تولى بما يجود و يثري
قلت أهلا بمن أتت و عزاءي ..
أنني مخطيء يفيء بعذر
و لك السبق و البدار و مني ..
لك مما يطيب أجزل شكر

 

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

أبيات عن استضافة المملكة لكأس العالم 2034:

للكاتب السعودي الدكتور أحمد بن عبدالغني الثقفي المملكة أبهرت العالم بقرار رفعت راية المجد في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.