لقاء مع الأستاذ ثامر العبدالكريم حول طنطورة العلا

المدينة المنورة- سمير الفرشوطي
في لقاء خاص مع الأستاذ ثامر العبدالكريم، حدثنا عن طنطورة العلا، أحد المعالم التاريخية الشهيرة في محافظة العلا. الطنطورة هي أثر قديم مبني من الحجر والطين، وتقع جنوب شرق البلدة القديمة في الدرب. تُعد الطنطورة مزولة شمسية استخدمها أهالي العلا منذ مئات السنين لتوزيع مياه بعض العيون وتحديد فصول السنة.
الطنطورة: رمز زمني وزراعي
ففي اول أيام مربعانية الشتاء تسقط أشعة الشمس مباشرةً على العلامة الحجرية للطنطورة ويلامس ضل هذه الطنطورة علامة موجودة في الارض، معلنةً بداية مربعانية الشتاء الزراعية في مدينة العلا. ولهذا السبب، تم تسمية المهرجان السنوي الذي يقام في العلا بـ “شتاء طنطورة”.
التسمية والبناء
كلمة “الطنطورة” تعني الأحجار أو الأشياء المتراصة فوق بعضها البعض، وهي عبارة عن شكل شبه هرمي بني على ارتفاع أعلى من السور الذي وضعت عليه. يؤكد أهالي العلا أن هذه الأحجار بُنيت على سور مدرسة قديمة، وأصبحت تمثل الساعة الشمسية. وتعرضت الطنطورة للتخريب خاصة الجزء العلوي منها. وتم إعادة بنائها مجددًا وفق الأساليب الدقيقة لأصل البناء.
الاستخدامات القديمة للطنطورة
تُستخدم الطنطورة قديمًا في غرضين أساسيين: تحديد موعد دخول “المربعانية”: وهي وقت زراعة القمح والشعير. تقيس الطنطورة موعد دخول المربعانية عند سقوط الظل على الحجر الأول، وهو أمر يحدث مرة في السنة، عندما يتلامس ظل رأس الساعة ويتعامد بشكل كامل مع الحجر الأول، وهذا يحدث في واحد الجدي من كل عام
توزيع وتقسيم مياه العيون: تُستخدم الطنطورة لتوزيع عيون تدعل وصلاح والعوجاء والجديدة وهناك جدران تستخدم فيها علامات لتوزيع باقي العيون وقام الاهالي بأنشاء دارة اسموها دارة العرف لتتولى امور الاهالي في توزيع المياه والزراعة ولها رئيس وأعظاء منتخبين.
ختامًا
تظل الطنطورة رمزًا تاريخيًا وثقافيًا هامًا في العلا، تعكس عبقرية الأجداد في استخدام الطبيعة لتحديد الزمن وتقسيم الموارد بشكل عادل.

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

زيارة عبدالله حنيف مزخرف المصحف الشريف بمنزله

خديجة الجهني / المدينة المنورة لقاء مع عبدالله حنيف عبدالفتاح في قلب المدينة المنورة، المدينة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.