بقلم / منصور العلي
في عالم العمل الحديث، تُعتبر الإدارة عاملًا حاسمًا في نجاح المؤسسات واستمراريتها. فالمدير هو القائد الذي يوجه فريق العمل نحو تحقيق الأهداف، ويعزز بيئة إيجابية تدفع الجميع إلى تقديم أفضل ما لديهم. لكن، عندما يكون المدير سلبيًا، تنعكس هذه السلبية بشكل مدمر على بيئة العمل، مما يهدد الإنتاجية ويعوق التعاون بين أفراد الفريق.
الإدارة السلبية ليست مجرد أسلوب مختلف في القيادة، بل هي سلوك يُضعف الروح المعنوية للموظفين ويثقل كاهلهم. المدير السلبي يميل إلى التسلط وإلغاء دور الآخرين، ويتبنى موقفًا ناقدًا لا يخلو من التقليل من جهود الفريق. بدلاً من أن يكون مصدر إلهام، يصبح مصدر إحباط، حيث تتركز إدارته على تضخيم الأخطاء وتجاهل النجاحات، مما يخلق بيئة عمل مليئة بالتوتر والقلق.
هذا النوع من الإدارة يؤدي إلى سلسلة من العواقب الوخيمة. عندما يشعر الموظفون بعدم التقدير أو الدافع، تنخفض إنتاجيتهم بشكل ملحوظ، ويصبح الحماس لإنجاز العمل شبه معدوم. كما أن غياب الدعم من المدير يجعل الموظفين أقل قدرة على مواجهة التحديات، مما يؤدي إلى تراجع الأداء العام للمؤسسة. إضافة إلى ذلك، تزداد الخلافات بين أعضاء الفريق في بيئة يغيب فيها التشجيع ويكثر فيها النقد، مما يؤدي إلى تدهور العلاقات بين الزملاء. وفي نهاية المطاف، يختار الكثير من الموظفين مغادرة المؤسسة، بحثًا عن بيئة عمل أكثر دعمًا وتقديرًا.
لكن ماذا يمكن أن نفعل عندما نجد أنفسنا في بيئة عمل يقودها مدير سلبي؟ الخطوة الأولى هي فهم أن الإدارة السلبية ليست دائمًا نتيجة نية سيئة، بل قد تكون ناتجة عن ضغوط أو نقص في المهارات القيادية. من المهم أن يكون الموظف مبادرًا في محاولة تحسين التواصل مع المدير، وفتح حوار بناء يهدف إلى تعزيز التفاهم المتبادل. ومع ذلك، إذا استمرت الأجواء السلبية دون تغيير، قد يكون اللجوء إلى إدارة أعلى أو البحث عن فرصة عمل بديلة هو الحل الأنسب.
على المؤسسات أن تعي أن المدير ليس مجرد فرد يؤدي دورًا تنظيميًا، بل هو القلب النابض الذي يؤثر على جميع جوانب العمل. الاستثمار في تدريب القادة وتنمية مهاراتهم القيادية يجب أن يكون أولوية قصوى، لضمان بيئة عمل تعزز الابتكار والتعاون. الإدارة الإيجابية ليست رفاهية، بل هي مفتاح النجاح المستدام، في حين أن الإدارة السلبية تهدد كل ما تسعى المؤسسة إلى تحقيقه.