محمد النعمي – بيش
أمَا زَالَ وَجْهُكِ حُلْمَ الُمَرايا
وَعَيْنَاكِ يَرْنو إلَيْها الْكَحَلْ
وَهَلْ مَا تَزَالينَ إذْ تَبْسِمِينَ
يَشِعُّ الْضِيَاءُ ويَسْمو الْخَجَلْ
تَنَاهتْ إِليْكِ مَعَاني الْجَمَالِ
وَعِقْدُ الْمَحَاسِنِ فيكِ اكْتَملْ
تَجيئِين مِثْلَ ابْتِسامِ الزُّهورِ
وَمثْلَ الْعُطُورِ وَبدْرٍ أَطلْ
وَتأْتينَ كالْأُمْنياتِ الْعِذَاب ِ
كَنجْوى الْغَرامِ وسِحْرِ الْقُبَلْ
ومهْمَا تَغرّبْتُ إلّا هَواكِ
-بِرغْمِ النَّوى-في دَمي لمّ يَزلْ
تَحجُّ إليكِ طُيوفُ الأَماني
وَيهْفو لِهمْسِكِ لحْنُ الْغَزلْ
ويَسْأَلني عَنْكِ رَجْعُ الْحَنينِ
وصَمْتُ الْغِيابِ و ورْدٌ ذَبَلْ
وذِكْرَى تَلُوحُ كَوشْي الْغُرُوبِ
تُعِيدُ عُلَالاتِ مَاض ٍ أَفلْ
تَجَافيتُ عَمّا يُنسّي هَواكِ
وولّيتُ أحْيا بطيفِ الأَملْ
وكمْ لوّعتْني لَيالٍ طِوَالٌ
مِن السّهْدِ حتّى شَكتْني الْمُقلْ
ومَازلتُ رغْمَ تَعَصِّي الْدُّرُوبِ
أُطَارِدُ حُلْماً أبَى يَكْتَمِلْ
وشِعْري رَسُولي الْذي لايَخُونُ
يَرِفُّ إليكِ نَدِيَّ الْجُمَلْ
يُرِيكِ فَتىً لمْ تَصُنْهُ الْحُظُوظُ
وأَوْدى بهِ الْوجْدُقَبْلَ الأَجَلْ
يَبيتُ يُناجِيكِ خَلْفَ الْغِيابِ
وخَلفَ الْدُّجى نَاسِكاً مُبْتَهلْ
ولي سَكْرةٌ مِنْ هَواكِ الْطّهُورِ
رَحَلْتِ ومَازلتُ مِنْها ثَمِلْ
تَدَاويتُ مِنْ كُلِّ جُرحٍ بَراني
فطَابَ وجُرْحُ الْهَوى ما انْدَملْ