هل صحتنا في خطر؟

بقلم : حسن حبيبي
عندما نأتي لتناول غذائنا اليومي، سواء كان لحوماً أو نباتات، هل فكرنا فيما إذا كان ملوثاً ببقايا المبيدات السامة القاتلة للحشرات والكائنات الدقيقة أم لا؟ يا ترى، أين يكمن الخطر ومن المتسبب فيه؟

الخطر هنا لا يأتي من مصدر بعيد أو غير معروف، بل هو نابع من بين أيدينا نحن المزارعون. إلى أخي الغيور والمسؤول عن صحة المجتمع، اجلس قرب بائع المبيدات لترى العجب! تجد كيف يبحث البعض عن أقوى المبيدات وأكثرها دواماً، دون اعتبار لما قد تسببه هذه المواد من أذى لصحتنا ولبيئتنا.

المأساة الكبرى أن هناك من يتجاهل فترات التحريم، مما يعرض أبناء المجتمع البريء لمخاطر التسمم وتلوث الغذاء والماء. إن استخدام المبيدات دون وعي أو مراعاة للسلامة أشبه بسلاح ذي حدين؛ قد يحمينا من الآفات لحظياً، لكنه يزرع في أجسادنا أمراضاً ومخاطر تظهر بعد فوات الأوان.

فلنسأل أنفسنا: هل تستحق هذه السهولة في القضاء على الآفات أن نخاطر بحياتنا وحياة أحبائنا؟

ومن المؤسف أن نجد بعض المزارعين يفتقرون للالتزام وكأنهم يسعون للتأثير السلبي على جودة حياتنا، بل يسمحون لغير السعوديين الحاقدين، الذين لا يراعون مصلحة الوطن، بالسيطرة على أحد أهم مصادر صحتنا. كيف لنا أن نقبل هذا الوضع؟

قد يقول البعض إن هناك أجهزة لكشف بقايا السمية، وأنه لا يُسمح ببيع المنتجات الملوثة. أقول: هذا جيد، لكن هل نضمن مرور جميع المنتجات عبر هذه الأجهزة؟ وهل نضمن دقة نتائجها وتوفرها في كل الأسواق؟

الحل الأمثل هو عدم بيع منتجات زراعية دون تغليف مرخص، وعدم تمكين هؤلاء الأشخاص من السيطرة على قطاع الزراعة أو التفتيش. يجب الالتزام الصارم بالمعايير الصحيحة، مثل نسب بقايا السموم المسموح بها، واستخدام المبيدات بشكل مسؤول ومدروس، واحترام فترات التحريم التي وضعت لحمايتنا.

أيها المسؤول الغيور على أبناء وطنك، اعلم أن بعض الحاقدين من الأجانب قد يتربصون بنا، محاولين استغلال هذا المجال لإلحاق الأذى بنا بشكل خفي، فتخيل عواقب ذلك إذا استمر الحال.

فلنحافظ على صحتنا، ولنكن يقظين لحماية أنفسنا من أعداء وجدوا في الزراعة باباً لطعنة بطيئة. ولنكن حماة للمواطن والوطن والبيئة من حولنا، فهي إرثنا لأبنائنا ومسؤوليتنا جميعاً.

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

الأمل والتغيير: دعم وتمكين ذوي الإعاقة السمعية

د. عثمان عبدالعزيز آل عثمان تتجلى أهمية دعم وتمكين ذوي الإعاقة السمعية في قدرتهم على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.