الأمل والتغيير: دعم وتمكين ذوي الإعاقة السمعية

د. عثمان عبدالعزيز آل عثمان

تتجلى أهمية دعم وتمكين ذوي الإعاقة السمعية في قدرتهم على تحقيق أحلامهم وطموحاتهم، مما يسهم في بناء مجتمع أكثر شمولية وتنوعًا. إن تغيير نظرة المجتمع تجاه هذه الفئة يفتح آفاقًا جديدة من الأمل ويعزز من مشاركتهم الفعالة في الحياة. تُعد التربية الداعمة من أعظم المسؤوليات التي تقع على عاتق الأبوين، فمن خلال توفير الرعاية والاهتمام، يمكن للأطفال أن ينموا في بيئة إيجابية تشجعهم على التعلم والتطور. ينبع الأمل من رؤية الأهل لأطفالهم كأفراد قادرين على النجاح وتحقيق الذات، كما تُعد القراءة أداة قوية لفتح آفاق المعرفة واكتساب المهارات. إن تشجيع الأطفال من ذوي الإعاقة السمعية على القراءة يمكّنهم من زيادة ثقافتهم وتوسيع آفاقهم، مما يمنحهم الأمل في عالم مليء بالفرص.

ولأن التعليم هو أساس التغيير، يصبح توفير بيئة تعليمية شاملة تراعي الفروق الفردية وتدعم التنوع خطوة أساسية نحو خلق فرص متكافئة. يسهم التعاون بين المعلمين والأهل في تعزيز الأمل لدى هؤلاء الأطفال، حيث يجدون بيئة تحتضنهم وتدفعهم للتفاعل الإيجابي. كما يلعب المجتمع دورًا محوريًا في دعم هذه الفئة، إذ يمكن لتعزيز الوعي وتقديم الدعم المناسب أن يجعله قوة دافعة نحو التغيير. وتُسهم المبادرات المجتمعية في نشر الوعي حول حقوق ذوي الإعاقة السمعية وإمكاناتهم، مما يفتح لهم أبوابًا واسعة من التقدير والتمكين.

ويُعد التمكين المفتاح لتحقيق مستقبل مشرق؛ فمن خلال بناء الثقة لدى الأطفال، يمكنهم الانطلاق نحو إنجازات ملموسة. ويجب أن تتاح لهم الفرص لاستكشاف مواهبهم وتنمية مهاراتهم بما يحقق طموحاتهم وأهدافهم. كما تأتي البرامج التدريبية والتأهيلية كركن أساسي في دعمهم للانخراط في المجتمع، إذ تزودهم بالمهارات اللازمة للحصول على فرص عمل مناسبة، مما يعزز من استقلاليتهم وشعورهم بالإنجاز. ويُعد إشراكهم في الحياة العامة انعكاسًا لقيم التسامح والتنوع في المجتمع، ويعزز من شعورهم بالانتماء، حيث تشملهم السياسات والخدمات العامة التي تلبي احتياجاتهم وتفتح لهم آفاقًا جديدة من الأمل وفرص المشاركة الفعالة.

إن دعم وتمكين ذوي الإعاقة السمعية ليس واجبًا اجتماعيًا فحسب، بل هو استثمار في مستقبل أكثر إشراقًا للجميع. ومن خلال تضافر جهود المجتمع، يمكننا بناء بيئة تعزز من قدراتهم وتحقق أحلامهم؛ لنجعل من الأمل والتغيير جزءًا من حياتنا اليومية، ولنكن جميعًا شركاء في هذا المسعى النبيل، بدعم من العطاء في ظل رعاية كريمة من حكومتنا الرشيدة، رعاها الله تعالى.

رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لصعوبات التعلم
عضو مجلس بلدي سابق، مخترع، عضو هيئة الصحفيين السعوديين
رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للإعاقة السمعية

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.