حمساء محمد القحطاني _الافلاج
في زحمة الحياة اليومية وضجيج الأفكار المتباينة، يبقى الإنسان يفتش عن لحظات صادقة من الحوار. يجوع لحوار جيّد، ليس لأنه يحتاج إلى الكلمات فحسب، بل لأنه يتوق إلى فهم عميق وإلى اتصال حقيقي مع الآخر.
الحوار بالنسبة له هو نافذة يطل منها على عوالم جديدة، حيث يمكن للأفكار أن تتلاقى وتتشابك، وحيث يمكن لمشاعرنا أن تُعبّر عن نفسها بلا خوف من الحكم أو النقد. في كل كلمة نتبادلها، هناك فرصة لبناء جسور من الثقة، ولتوسيع آفاقنا.
لكن، كم من المرات نجد أنفسنا في حوارات سطحية، نتبادل الكلمات وكأنها مجاملات روتينية، بينما قلوبنا تبحث عن شيء أعمق؟ يجوع الإنسان لحوار جيّد لأنه يدرك أن التواصل الحقيقي يتطلب أكثر من مجرد كلمات؛ إنه يتطلب الاستماع الفعّال، والاحترام المتبادل، والإرادة الصادقة لفهم الآخر.
في لحظات الحوار الجيد، نشعر بأننا لسنا وحدنا. نكتشف أن أفكارنا، مهما بدت غريبة أو مختلفة، يمكن أن تجد صدى في قلوب الآخرين. نحن نحتاج إلى أن نكون صوتاً وصدى في آن واحد، لنخلق حواراً يثري أرواحنا ويغذي عقولنا.
لذا، دعونا نسعى جاهدين للبحث عن تلك اللحظات الثمينة، حيث يلتقي الشغف بالاستماع والاحترام. لنمنح أنفسنا الفرصة لنكون جزءًا من حوار جيّد، لأنه في النهاية، هو ما يجعلنا بشرًا أكثر إنسانية. يجوع الإنسان لحوار جيّد، لأنه في تلك اللحظات، يجد ذاته ويكتشف الآخر.