روافد _ ساره حسان الاركي
في خضمّ أحداثٍ عصفت بالعالم العربي، وفي خضمّ ألمٍ داهم سوريا الحبيبة، نشأت قصة عشق فريدة، قصة فتاة سورية وجدت في رمال الصحراء السعودية ملاذًا آمنًا وحباً صادقًا، قلبها النابض بالحياة، وجدت فيه السعودية موطنًا ثانيًا، فغنت بجمالها وعلت صوتها بشوق وحنين، لتنسج خيوطاً من الحب بين بلدين عزيزين على قلوب الملايين.
بدأت رحلتها في جدة، عروس البحر الأحمر، كانت الحارات العتيقة في جدة كأنها تحكي لها حكايات عن الماضي، ففي كل زقاقٍ ضيق، وفي كل بيتٍ حجري، وجدت جزءًا من تاريخ هذه المدينة العريقة، كانت تتجول في أسواقها الشعبية، تستنشق عطر البخور والقهوة العربية، وتتأمل في الزجاج الملون في النوافذ القديمة، كانت جدة بالنسبة لها كأنها لوحة فنية تتغير ألوانها مع تغير الفصول، وكانت كنزًا من الإلهام.
ثم انتقلت إلى الرياض، قلب المملكة النابض، كانت المدينة الحديثة تدهشها بأسواقها الفاخرة وأبراجها الشاهقة، وفي الوقت نفسه، كانت تحافظ على تراثها الأصيل، كانت تجد متعة كبيرة في التجول في حي العقيق، حيث المنازل التراثية والمتاحف التي تحكي قصة تطور المملكة، كانت الرياض بالنسبة لها رمزًا للتطور والتقدم، وفي الوقت نفسه، كانت تحافظ على هويتها العربية الأصيلة.
لم تقتصر رحلة الفتاة السورية على المدن، بل امتدت إلى الصحراء الشاسعة، كانت الربع الخالي بالنسبة لها بحرًا من الرمال، حيث تشعر بالصغر أمام عظمة الخالق، كانت تستمتع بركوب السيارات الرباعية، وتتزلج على الكثبان الرملية، وتنظر إلى النجوم المتلألئة في سماء الليل، كانت الصحراء بالنسبة لها مكانًا للتأمل والتفكير، ومكانًا لتقريبها من الله.
في كل مكان زارته الفتاة السورية في السعودية، وجدت الحب والترحيب، كانت تلتقي بأناس طيبين، يشاركونها قصصهم وحياتهم، كانت تشعر بأنها جزء من هذه المجتمع، وأنها تنتمي إلى هذا المكان.
في كل زاوية من هذا البلد، وجدت جمالا يخطف الأنفاس، وتاريخا عريقا يبعث على الفخر، السعودية هي موطن الكرم والشهامة، وهي أرض الحرمين الشريفين، قلب العالم الإسلامي.