روافد _ ساره حسان الاركي
في عالم يشهد تحولاتٍ متسارعة، حيث تتزايد أعداد السكان وتتضخم المدن، تأتي رؤية جريئة من قلب المملكة العربية السعودية لتقدم لنا تصوراً مختلفاً تماماً للمدن المستقبلية، إنها مدينة “ذا لاين”، مشروع طموح يهدف إلى إعادة تعريف مفهوم الحياة الحضرية، وتقديم نموذج مستدام ومتكامل يعيش فيه الإنسان في تناسق تام مع الطبيعة.
“ذا لاين” ليست مجرد مدينة، بل هي تحفة معمارية وهندسية فريدة من نوعها.
تتميز بشكلها الخطي الذي يمتد على طول 170 كيلومتراً، وعرضها الذي لا يتجاوز 200 متر، وارتفاعها الذي يصل إلى 500 متر فوق سطح البحر، هذا التصميم الفريد يهدف إلى توفير بيئة معيشية مثالية لسكانها، حيث يمكنهم الوصول إلى جميع الخدمات والمرافق في غضون خمس دقائق سيراً على الأقدام.
تعتمد المدينة بشكل كامل على الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح، وتتميز بكفاءة عالية في استخدام الموارد، كما أنها مصممة لتكون خالية من الانبعاثات الكربونية، مما يساهم في حماية البيئة، حيث لا مكان للسيارات في ذا لاين! فالتنقل يتم بشكل أساسي سيرًا على الأقدام، أو باستخدام وسائل نقل ذاتية القيادة، أو قطار فائق السرعة يربط بين مختلف مناطق المدينة، ويتم استخدام أحدث التقنيات الذكية في إدارة المدينة، مثل أنظمة الذكاء الاصطناعي، والإنترنت، لتحسين جودة الحياة وتسهيل الخدمات المقدمة للسكان، كما خصصت المدينة مساحات واسعة للمساحات الخضراء والحدائق، مما يوفر لسكانها بيئة طبيعية هادئة ومريحة، وتوفر المدينة جميع الخدمات التي يحتاجها السكان، من المدارس والجامعات إلى المستشفيات والمراكز التجارية، وكل ذلك ضمن مسافة قريبة من مكان الإقامة.
يسعى المشروع إلى تحقيق التنمية المستدامة من خلال الحد من الانبعاثات الكربونية واستخدام الموارد بكفاءة، كما يهدف إلى توفير بيئة معيشية صحية وسعيدة لسكان المدينة، سيشجع المشروع على تطوير التقنيات الحديثة في مجالات الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي، كما يساهم في تعزيز مكانة المملكة العربية السعودية كقوة عالمية في مجال الاستدامة والابتكار.
إن مدينة ذا لاين تمثل نقلة نوعية في مجال التخطيط العمراني، وهي دليل على طموح المملكة العربية السعودية في بنا