يا سيدي الناقد ما هكذا تورد الأبل.

بقلم:
إبراهيم العسكري

ندرك أن لكل إنسان وجهة نظر وزاوية رؤية خاصة به تختلف عن الآخر ، وقلما تتفق الأراء والقناعات بحذافيرها بل قد يكون من النادر جدآ حصول اتفاق بنسب عالية وسبحان من لا يخفى عليه خافية..!

فلو عرضنا جدلآ فلما قصيرا لمجموعة أو قصة قصيرة لا تتجاوز خمس دقائق ،ثم قلنا لهم كل واحد يسرد أحداثها وتفاصيلها بوجهة نظره فلن يتفق اثنان في كل التفاصيل ناهيك عن جزئياتها..!

لي زميل عمل قديم تربطنا روابط إخاء وعمل هو يكبرني سنآ لأجل ذلك سيّدًُه في عنوان مقالي وهو يستحق قدرآ ومكانتآ..!

هو متابع جيد ومتواصل معي رغم تقاعده قبلي بأكثر من عقد من الزمن وفي منطقه غير منطقتي وفي الغالب يرد على مقالاتي بإعجاب وقد استطرد مليآ بالرد على مقال لي معين فكان تداخله في الإطار العام جميل ،لكنه مبطن حينما تلاعب فيه بالألفاظ التي يجيدها من خلال تخصصه في اللغة العربية ونسي اني أفهمه جيدآ بحكم معرفتي له فأقرأ له ما بين السطور وما تحت الأظافر..!

ضٓمّنَ خلال رده الأخير بشكل مطول ولكن بأسلوب ساخر كعادته في النقد.

تعجبت أن يكون فهمه بعيدآ عن الاستهداف بل كان الرد خالِ من الدسم أوخال من المسؤولية وفي نظري لا يتفق مع المبادئ التي لا زلت أحسبها له.

ليس ذلك من باب أنه لم يتفق معي في الرأي كما أسلفت أعلاه. ولكن أن يتعمدّ إنكار ما نشاهد أمام أعيننا ونقره بإيجاب في حين لم يشاهد ما يحدث ونتحدث عنه بأرض الواقع. وهذا ما يدعو لإيضاح أنه جانب الصواب بالتركيز على القشور، وترك اللّب ثم قاس بمعادلة فيها فوارق ، مما جعله يتيه في غياهب الجب..!

أوضح حتى لا يستشعر بعض القراء أنني احملهم شؤون لاتعنيهم فالواقع فإن الرد هنا لم يكن للميل أو الكيل لصاحبي بمكيالين ولكن ليشعر الآخر أنني أؤكد ما قلت وكتبت أمامهم ورأيت أنه الصواب كما رأوه معي..!

أيضآ لم أتجاهل زميلي فقد رددت له بذات اللحظة ، وهو يعلم كما سأزوده بنسخة من هذا إن شاء الله فالحوار بيننا وبينه ودي وإن كنت لا أحبذ الجدل فيما أرى إنه ينتهي بمضيعة وقت فقط ولو كنت محقآ..!!

فصاحبنا له مكانة عالية وخاصة لي شخصيآ ولا يعني بأي حال اختلاف وجهات النظر أن نصب له العتب أو الندية..!
أبدآ ليس هذا المبدأ فلو كان الاختلاف معه في أمر يخصني ويخصه لأبقينا الحوار بيني وبينه بانفراد ، وطالما النقاش في نقده كان يمس حقبة من مجتمعي فقد وجب الرد بمرأى منهم ومثلما قيل : الماء يصدق الغطاس أمام الجمع أو العكس..!!

لعل القارئ يشارك الرأي بوجة النظر فسأوضح بعض نقاط الاختلاف بيني وبين زميلي الغالي حينما رآني من خلال ما قرأ في الغالب امتدح كثير من مجتمعي أحياء واموات.
فقد رد بقوله أنا أهنئك لأنك تعيش في قطر آخر مجتمعه ملائكي بتلك الصفات..!!

ثم أردف صاحبي بعلامة استفهام؟ لماذا الكثير تثني عليهم برثاء بعد الموت! وهم لا يسمعونك؟ ولا يرونك؟
أليس الأجدر أن تخبرهم في حينه وهم أحياء.!!

وقد أجبته على عجل أنني كنت صادقآ مع نفسي وأثق في قناعاتي وافتخر بأن غالب مجتمعي القروي الذي عشت فيه وبكل القرى المجاورة تغلبهم الشيم والقيم وحسن الجوار والمبدأ الحسن ،وقد ذكرت لثلة منهم بعد موتهم من باب ذكر محاسن الموتى فلا أحب المدح لهم أو الامتداح لنفسي أمام المرآة.

وخشيت أن أقول ذلك في مجالسهم آثناء حياتهم فأتهم من قبل ذات الصاحب ، ومن على نهجه بالنفاق الاجتماعي كما سموه من يدعي التحضر..!!

ياسيدي أنا اشكر الله أن جعلنا مسلمين وجعلني انتمي لمجتمع غالبه ممن نراهم أتقياء وليس ذنبي أن يكون مجتمع غيري مغاير لواقع مجتمعي..!!

شكرآ من الأعماق للجميع ولمن منحني هذا الحوار أمام الجمع وأثني عليه هناء ، ورحم الله من أهدى العيوب لراعيها بغية تحقيق الأصح للصواب.

 

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

“فأما من أعطى واتقى”

بقلم / ماجد عسيري مازلت أتذكر جيداً في إحدى الليالي الخالية من الطموح والشغف والمليئة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.