التسامح .. هو فن السعادة

بقلم أ. نجاح المقبل

التسامح من النعم العظيمة التي منَّ الله بها على عباده حتى لا تكون أبواب القلب مغلقة على الكره والألم. اهتم الدين الإسلامي بحياة الفرد وفتح له نوافذ الخير والراحة ، التسامح قوة إنسانية لها آثار إيجابية وترفع من جودة حياة الإنسان
فالأسرة هي اللبنة الأولى في المجتمع ، فعلى مؤسسي الأسرة الأب والأم زرع بذور التسامح منذ الصغر في عقول أبنائهم وإشاعة هذه الصفة بينهم ، فعندما يكون التسامح بين الزوجين وبين الأبناء بحسن المعشر ولطافة بالتعامل والتسامح والعفو عند الأخطاء تشبع هذه الصفة بينهم ويتخرج الأبناء قادرين على تحمل المسؤولية الإجتماعية
تترجم معنى التسامح والعفو بآيات قرآنية وأحاديث نبوية قال تعالى( فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون) قال تعالى( فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين) سورة المائدة آيه ٥ .
قال تعالى( فاصغح الصفح الجميل) سورة الحجر آيه٨ آيات بدأت بفعل الأمر الذي يفيد الوجوب وأحاديث نبوية: قال صلى الله عليه وسلم( ومازاد الله عبدا بعفو إلا عزا) عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما واصفا النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يدفع السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويصفح) قال الإمام علي رضي الله عنه ( لا تعاجل الذنب بالعقوية واترك بينهما للعفو موضعا).
وقصص واقعية تُشير إلى هذه الصفة النبيلة التي تقتلع جذور التوتر والقلق، فالتسامح نور يضيء القلوب فإذا انعدم العفو والمرحمة يظلم القلب ولايستنير أبدا.فاحرص على حياة هادئة وتعلم كيف تعفو عن الأخطاء.
في غزوة بدر عفا النبي صلى الله عليه وسلم عن سهيل بن عمرو كان أسيرا فقال له عمر بن الخطاب يارسول الله دعني اقتلع ثنيتيه حتى لا يقوم بعد اليوم خطيبا في محافل مكة قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( دعهما ياعمر فلعلك ترى منهما مايسرك إن شاء الله).
واعزف عن أفكار وأوهام الإنتقام وحصن قلبك من الوهن والاستياء بأسوار العفو والصفح وعدم مقابلة الإساءة بالإساءة لتصبح راقيا بأسلوبك مليئا بالخير.
التسامح يقلل من شعور الألم يأخذك إلى مسيرة الراحة البدنية والروحية وجودة حياة مستمرة. بالمسامحة تحظى بالسلام .
قال الإمام الشافعي لما عفوت ولم أحقد على أحد أرحت نفسي من هم العداوات إني أحيي عدوي عند رؤيته لأدفع الشر عني بالتحيات فالإحترام والتسامح خصلتان حميمتان للغاية ومهما كان حجم الإختلاف والمشكلة تسمح بحلول ايجابية. درجة العفو لايصلها الامن جرد نفسه لله تعالى وجاهد نفسه وكظم غيظه يريد رضا الله تعالى. فالعفو والتسامح يزيل الأحقاد وينقذ العالم من هاوية قاسية. التسامح ليس ضعفا ولاخوفا بل هو قوة فلا يصفح إلا من بقلبه الرحمة ومن امتلك الرحمة إمتلك القوة والحكمة .
فكن سمحا بكل مجالات حياتك تكسب محبة من حولك (وماتواضع أحد لله إلا رفعه الله).

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.