تراث بناتنا زمان

أ (سمير الفرشوطي) ✍️ ( المدينة المنورة)

أم الزقطة، لعبة الذكريات الجميلة في زوايا الذاكرة، تسكن ألعاب الماضي الجميل، وتحكي قصص تراثنا الشعبي الأصيل. من بين هذه الألعاب التي تأسر القلوب، تبرز
أم الزقطة تلك اللعبة البسيطة التي كانت ملاذًا لبنات الزمن القديم. كانت أم الزقطة أكثر من مجرد لعبة؛ إنها كانت متنفسًا للبنات بعد الانتهاء من أعمال المنزل. خمس حصوات صغيرة من الصوان المدور كانت كافية لخلق عالم من المرح والتحدي. في لحظات اللعب، كانت الهموم تتبخر، والضحكات تملأ الأجواء. لم تكن اللعبة مجرد اختبار للمهارة، بل كانت درسًا في الصبر والتركيز. كل رمية للحصاة في الهواء، وكل التقاط سريع للحصوات الأخرى، كان يعزز روح المنافسة الشريفة والصداقة بين اللاعبات. وحتى في لحظات الخلاف، عندما كانت البنات يرمين الحصى على الأولاد في معركة دامية مزعومة، كانت هذه اللحظات تعكس روح المرح والشقاوة البريئة التي ميزت طفولتهن.

اليوم، ونحن نتذكر أم الزقطة أو الصقلة كما تُعرف أيضًا، نستحضر معها عبق الماضي وبساطة الحياة. إنها ليست مجرد لعبة، بل هي جزء من هويتنا وتراثنا، تذكرنا بقيمة اللحظات البسيطة والفرح الذي يمكن أن نجده في أبسط الأشياء. فلنحافظ على هذا التراث، ولنعلم أجيالنا القادمة أن السعادة الحقيقية تكمن في البساطة، وأن أجمل الذكريات قد تُصنع من خمس حصوات صغيرة وقلوب كبيرة مليئة بالحب والبراءة.

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

مستجدات “طب النوم” على طاولة المتخصصين في الدورة (11)

غيداء الغامدي ـ جدة ينظم مركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ( …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.