بقلم/ بشائر الحمراني
بكل عبير الحب والامتنان، أكتب في سطور العمر حكاية موجزة، فصولها أنا، تلك الطالبة المعاقة التي لطالما أخفت خلف صمتها الكثير من عبارات الامتنان لصنيع معرفتكم.
لم أكن أتخيل يوماً أن أكتب عنكم فصلاً من أثر أفضالكم.
معلمتي أحلام، أيقنت أن الخليج بأكمله موطني، لأني أبحر فيه بسفائن حروفي من الشرق إلى الغرب.
معلمتي نوران، نعم، كان التاريخ لا يُكتب إلا ممن سطر مجده بيده، وأنا سأكتب عنك، ولكِ، مجداً يحمل بكل فخر حروف اسمك من نونه إلى ما لا نهاية.
معلمتي رحاب، في سماء فضائك وجدت أرضي الواسعة لأكتب وأعبر، فليس هناك أداة نصب إلا أن تجزم لتؤكد أن من زرع حصد، وهذا هو حصاد فضلك المستدام، الأثر بوجود ذكراك الطيبة.
معلمتي ريم، أنتِ الدانة التي كنت أراها متلألئة في سمائي، لأبتسم بعد كل ألم تصفعني به الحياة. كلماتك ما زالت عالقة في وهج وجداني، لتكتب لكِ سطوري اليوم وكل يوم. أذكرك وأشتاق لأحاديثي معك، وكأن روحي بقربك لتهمس لكِ بأسراري. نعم، كبرت، وما زلت أحن إلى لقائك بشوق مكبوت لا تترجمه الأبجدية، ولعل الأيام تخبئ لنا لقاء قريباً.
معلمتي أريج، أنتِ فصلي الأخير. ربما لم أكن سوى جسد على طاولة أحاول فك شفرات مقرر الرياضيات بصمت وابتسامة، وسط ضجيج أصوات صدى صوتك وهو ينادي اسمي، وأنا لا أعرف كيف أحل أو كيف تكون الإجابة. لا أعرف كيف أعتذر لكِ، أو ربما أعتذر لنفسي، ولكنني لست تلك الفاشلة التي لا تقدر جهد من علمها. بفضل صرخاتكِ، تعلمت أن أبقى شامخة، لا تهزني عواصف الألم ولا ندبات الماضي. صرخاتك كانت تسمع الكون أن **بشائر* خالدة ولن تموت أبداً.
فشكراً لكم جميعاً. وكل عام والعلم يزهر بطيب وجودكم، جيلٌ خلف جيل.
حالا