لحظات من التآمل والامتنان لوطن الأمن والأمان

أ. عمرو عادل بسيوني

الوطن ليس مجرد قطعة من الأرض أو حدود جغرافية نعيش داخلها، بل هو مفهوم عميق يرمز إلى الهوية والانتماء والتاريخ ، هو المكان الذي يحتوي الإنسان منذ ولادته وحتى رحيله، حيث تتشكل فيه شخصيته، قيمه، ومبادئه ، هو ذاك الشعور بالأمان والانتماء الذي لا يمكن أن يُستبدل مهما كانت الظروف، فهو البيت الكبير الذي يجمع أبناءه ويمنحهم شعورًا بالاستقرار ، فالوطن ليس مجرد مشاعر تتردد في كلمات الأغاني الوطنية أو الشعارات الرنانة والعميقة ، بل هو سلوك يُترجم إلى أفعال تظهر من خلال الحفاظ على ممتلكاته والاحترام لقوانينه، والمساهمة في تطويره وتقدمه فكل فرد في هذا المجتمع لديه دور في تعزيز صورة وطنه، سواء من خلال عمله أو من خلال سلوكياته اليومية ، التي تبين مدى الانتماء والولاء للوطن والتي تستوجب مسؤولية كبيره تجاهه ، فكما يوفر الوطن لأبنائه الحماية والفرص، يُنتظر منهم أن يسهموا في بنائه وتقدمه، فالانتماء الحقيقي يتجسد في التفاني لخدمة الوطن، والدفاع عنه في أوقات الشدائد، والعمل على تحسين أوضاعه الاقتصادية، الاجتماعية، والسياسية .

وهذا الحب وهذا الانتماء وهذا الولاء والوفاء تشعر بوجودهم  لدى السعوديين من خلال الالتزام بخدمة وطنهم وفي روحهم الوطنية التي تتجلى في كل ركن من أركان المجتمع ، فهم يعلمون تمامًا ومُدركين لحقيقة أن وطنهم هو رمز للتاريخ  والأصالة والدين والتقدم والتطور والازدهار ، فبالرغم من أن هذا الوطن يتميز بالأصالة من خلال الحفاظ على التراث السعودي المتوارث من الأجداد والالتزام به ، إلا أن هذا الأمر وهذه الأصالة لم تمنعه من أن يكون وطنًا يتصف بالتميز والتطور والحداثة ، مثبتين للعالم أجمع بأن الأصالة والالتزام بالتراث السعودي والحفاظ على العادات والتقاليد المجتمعية هي أساس التطور والتقدم والتنمية ، هذا التقدم وهذا التطور الذي يلاحظه الجميع هو نتاج رؤية (2030) التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والتي تسعى إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز الابتكار ودعم الصناعات الجديدة مثل السياحة والترفيه .

فهي رؤية طموحة نحو مستقبل أكثر تنوعًا وازدهارًا ، حيث تمثل فرصة لتعزيز الاقتصاد وتحقيق تطور اجتماعي وتنمية ثقافيه عظيمة ومميزة ، وحقّ علينا في هذه الذكرى لهذا اليوم الوطني السعودي أن نزداد فخرًا واعتزازًا بهذا الوطن العظيم وطن الحب والكرامة الذي يجمعنا تحت رايته ، فمثل هذه المناسبات الوطنية.

نتذكر دومًا الجهود العظيمة التي بذلت لبناء هذا الصرح الكبير، ونستمد القوة والعزيمة لمواصلة المشوار نحو مستقبل مشرق، فيوم الوطن هو يوم للاحتفال بالماضي المجيد والإنجازات الوطنية، وهو فرصة لاستذكار القيم والمبادئ التي قامت عليها المملكة، هو يوم تتجسد فيه الوحدة الوطنية، ويعبر فيه الشعب السعودي عن فخره وولائه لقيادته ولأرضه التي تحتضن الحرمين الشريفين ، وهو يمثل فرصة لتأمل هذه الإنجازات الكبيرة، سواء في مجال الاقتصاد، التعليم، البنية التحتية، والصحة ؛ الأمر الذي يجعلنا نشعر بقيمة هذا الوطن وندرك بأن الوطن ليس فقط احتفالا بالماضي بل هو ايضًا بوابة للمستقبل ، ففي يوم الوطن تزين المدن والشوارع بالأعلام السعودية، وتُقام الفعاليات الاحتفالية في كل أرجاء المملكة ، يستمتع السعوديون بعروض الألعاب النارية، والفعاليات الثقافية والفنية، والمسيرات الوطنية.

فيوم الوطن ليس مجرد ذكرى تاريخية، بل هو يوم يعبر فيه الشعب السعودي عن حبه وولائه لوطنه وقيادته، إنه يوم يعزز فيه المواطنون شعور الانتماء والاعتزاز ببلدهم، ففي هذه المناسبة، يتجدد العهد بين القيادة والشعب لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، والمحافظة على وحدة الوطن وأمنه واستقراره ، فهو يوم للفخر، يوم تتجلى فيه القيم الوطنية والوحدة بين أفراد المجتمع، هو فرصة للاحتفاء بإنجازات الماضي والحاضر والتطلع إلى غدٍ مشرق.

أخيرًا وطني العزيز يا غاية القلب ومُنية الروح، يا رحلة العمر الطويل، وبلسم القلب الجميل، وطني وطن الأمن والأمان والاستقرار وطن المحبة والعطاء وطن النهضة والتنمية وطن العز والفخر ؛ كل عام وأنت دائما بخير ونماء و ازدهار وكل عام والشعب السعودي يزداد ولاءً وحبًا لوطنه العظيم وقاداته الملهمين  ، كل عام وكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة الطاهرة بخير وأمن وأمان واستقرا

 

 

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.