خليل إبراهيم القريبي
جدة
تقاس الأمم بولائها، وتعرف الشعوب الأصيلة بالتشبث بأرضها. لم تأتِ فكرة يوم الوطن وأعياده من فراغ، بل من واقع يتجذّر في النفوس لنعيش معه ذكرى عزيزة على النفس نورثها للأبناء والأحفاد إلى قيام الساعة.
عشتُ قبيل أربعة عقود في كنف والدي الذي عمل بجدّهِ في بلاط شهيد العروبة والإسلام جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز ، عليه شآبيب الرحمة. وكانت لوالدي – رحمه الله – مبادئ مهمة في الحياة، أولها حب هذا الوطن وطاعة ولاة الأمر والتضحية بكل شيء من أجل ذلك.
تربيتُ وإخوتي على هذه المبادئ التي تطغى على كل شيء في دواخلنا. كان والدي ينتهج مبدأ الكفاية والعفاف، لم يطلب لنفسه حتى أبسط الحقوق، رغم أنها تأتيه لبيته ويتعفف عنها بنفس رضية وهو يردد: يكفي أنني ابناً لهذا الوطن العظيم، وأعيش في أرض طاهرة وتحت إمرة قيادة كريمة، حكيمة وعادلة.
هكذا غرس الآباء في نفوسنا هذا الحب والولاء والطاعة.
نعيش اليوم مرحلة جديدة، مليئة بالعطاء والتقدم لوطن يحسدنا عليه الجميع، نعم هذا الوطن محسود، وهذه القيادة العربية الأصيلة محاربة من بعض الأوباش، ليس لشيء، فقط لأنها الوحيدة في عالمنا القديم والجديد التي تعز مواطنيها وتنعم عليهم بكل ما يمكن من طاقات وعطاء، لأنها تؤمن بأن الاستثمار في أبناء الوطن أعظم من كنوز الأرض.
لذا يبقى تساؤلنا الدائم: وطن السؤدد بماذا نحميه إن لم يكن بالولاء والطاعة فلا خير فينا. نود أن نرى أجيالنا القادمة أكثر قوة منا في حماية الوطن، وأعظم حباً منا في الولاء لقيادتنا.. لتستمر هذه المسيرة على ثرى أرض العرب وقوتها في الملمات.. فخير هذه البلاد عمّ مشارق الأرض ومغاربها، وطيبة أهلها وسعة صدور حكامها لا تعني ضعفاً بل قوة وحلم رجال وزعامة قيادة.
نفرح اليوم وغداً وكل لحظة، بأننا في وطن نرفع به رؤوسنا كأجيال ولدت ونشأت وعشقت هذه الأرض، ولن ترضى بدونها أرضاً أو قيادة..
عشتَ يا وطن لنا ونعيش بك نفاخر باسمك بين كل الأمم.