محمد الرياني
هذه وردة تخرج من أرضنا ، تتشارك معنا في أريج العبق ، وهذه نبتة تتقاسم معنا الحياة لتتنفس أزكى الهواء ، هذا وطن أقسم أهله على أن يكون أغلى وطن ، يرفع الصغار أعلامًا مثل أجسامهم وعندما يكبرون يرفعونها عالية ترفرف شامخة فوق المدن ، ويصعد الكبار على كل بقعة ليرفعوا صوت المحبة وأناشيد الوفاء ، ينادي الشمال على الجنوب : هل تسمعني ياجنوب ؟ يجيب الجنوب هل تسمعني ياشمال ؟ يرمي الجنوب من ردائم الفل بياضه وريحه السرمدي الفاتن ، يأخذ الشمال من عبيره البارد ويرميه وردًا كورد العرس البهيج ، يلتقي عبير الشمال وفل الجنوب ، يذوبان رقصًا في يوم الوطن ، يتألق الفل والعبير ويجبر الأعناق على أن تعشق الجهات الفاتنة في عرس الوطن ، يُحيِّي الشرق أمواج الغرب ، يرد البحر الجميل على الخليج بشذى النسيم ، اجتمع نسيم الخليج بنسيم البحر الغربي ، تنفس الساكنون في وسط الوطن أريج الجهات ، احتفل المحبون بأرضهم ، صاغوا من ردائم الفل الجنوبي وعبير الشمال وأنفاس الشرق والغرب عطرًا يليق بالرياض ، يرشون على العاصمة عطرًا خالدًا يجعلها عاصمة الحب ورمز الوطن .