عائشه الجمالي المدينة المنورة
أقام مقهى رو وفريق أمة إقرأ تقرا التطوعي لقاء بعنوان الانتماء للوطن قدمه الأستاذ علي محمود شعبوني وهو كاتب وشاعر ورئيس نادي مجموعة مبدعون الأدبية.
تحدث من خلاله عن مفهوم الانتماء للوطن وكيف أن الإسلام أرسى دعائم الانتماء للوطن ثم تحدث عن كيفية الانتماء للوطن ووجوب أن يكون بمثابة الضمير الداخلي الذي يوجه الفرد ويرشده إلى ما فيه صالح وطنه
وفي جانب حق الانتماء للدولة أوضح الأستاذ علي أن الانتماء للدولة والانتماء للوطن يمثلان المعنى الحقيقي لحب الوطن والولاء له وأن من مقتضياته القيام بالواجبات والمسئوليات كلٌّ في موضعه بكل أمانة وصدق واحترام أنظمته وثقافته والمحافظة على مرافقه وموارد الاقتصاد فيه، والحرص على مكتسباته وعوامل بنائه ورخائه، والحذر من كل ما يؤدي إلى نقصه والدفاع عنه كون ذلك واجبٌ شرعي، وإن الموت في سبيل ذلك شهامةٌ وشهادة.
وحول الانتماء للوطن والولاء لولاة الأمر حفظهم الله أوضح الأستاذ علي أن الانتماء للوطن والولاء لولاة الأمر حفظهم الله مكملان لبعضهما البعض فلا يستقيم أحدهما دون الآخر وأورد آيات من القرآن الكريم والأحاديث النبوية التي تبين كيف أن الإسلام أولى طاعة ولي الأمر اهتماماً كبيراً فجعل طاعته واجبة على كل مسلم وأنها قاعدة من قواعد النظام السياسي للدولة. كما أضاف بأننا بفضل الله نفتخر في مملكتنا الحبيبة بلحمتنا وتمسكنا وطاعتنا لقادتنا ويشهد بذلك أعدائنا قبل أحبابنا ، فكم من فتن ومكائد حاول أعدائنا من خلالها ضرب لحمتنا وطاعتنا وحبنا وفخرنا بقادتنا فلم ينجحوا ولم يزدهم فشلهم إلا غيظا واندحارا
وبخصوص دور الأسرة والمجتمع في تعزيز الانتماء للوطن قال : الأسرة هي النواة الأولى في تكوين المجتمع، فإذا كانت الأسرة صالحة، فهذا يقود إلى وجود أفراد صالحين قادرين على خدمة وطنهم والتضحية من أجل رفعته. ولذلك كان دور الأسرة في تنشئة أبناءها وبناتها التنشئة الصالحة وغرس حب الوطن والولاء له ولولاة الأمر حفظهم الله من أهم الأدوار التي يجب القيام بها لأن ذلك سيتكون منه مجتمع متماسك متحاب متعاضد يحرص جميع أفراده على استقرار وطنهم ورفعته وتقدمه والذود عنه بأنفسهم وبكل ما يملكون وأردف قائلا نريد أسرة تعلم أفرادها أن حب الوطن والانتماء له ليست شعارات أو كلمات فقط، بل هي أفعال وجهد وتضحية وإخلاص لرفعة الوطن والدفاع عنه ، نريد أبا وأما ومعلما قدوة لأبنائهم وبناتهم وطلابهم يجسدون حب الوطن والولاء له ولولاة الأمر في أقوالهم وأفعالهم ، في احترام النظام والقوانين ونبذ الفرقة والتعصب ، وعدم السماح لأي كائن من كان أن يسيء لوطنهم وولاة أمرهم والدفاع عنهم بالقول والعمل ، نريد مجتمعا وفيا قويا يدافع عن دينه ومليكه ووطنه متمسكا بلحمته وقادته واعيا ناصحا فعالا منتجا أمينا يضع مصلحة وطنه ودولته فوق كل اعتبار ولنحمد الله أولا ثم ولاة أمرنا أطال الله أعمارهم وأيدهم وجزاهم عنا خير الجزاء ، على النعم التي لا تحصى ولا تعد من أمن وأمان واستقرار ورخاء وبحبوحة عيش وتقدم وازدهار يتمناه كل العالم من حولنا ، ولنتكاتف ولنتعاون ولنكن جنودا للدين والمليك والوطن كل في موقعه وبحسب ما يستطيع ويد الله مع الجماعة والله ولي التوفيق
وفي الختام ألقى الأستاذ علي بعضا من القصائد التي تتغنى بحب الوطن ثم ختم بقصيدتين له نورد منها قصيدة له بعنوان صباح الحب يا وطني
صباح الحب يا وطني
صباح شمس أشرقت على الشمس
يقولون هذا يوم عيد وطني
وما دروا أن الأيامَ كلها أيام عيدٍ لوطني
ترابه مزيج من الألماس والدرر
وجباله تعانق السحاب فخرا على فخر
به أطهر بقاع الأرض قاطبة
وبه روضة أفضل الخلق في السماء وفي الأرض
وحّدَها ملِكٌ من نسلِ ملوكٍ
عبد العزيزُ ألبسه الله في فردوسه الحُلَلِ
ومن بعده أتى أبناءٌ بررةٌ كرامٌ
بالعدل وراية التوحيد قد حكموا
وهذا سلمانُ العزِ والمجدِ
كم بنى من صرح وكم حقق الأحلام بالعزمِ وبالحزمِ
ويمينه طيب الذكر محمدٌ
سديد الرأي وقائد تشهد لحكمته العُرْب والعَجَمُ
في إلهامِه إلهامُ شعبٍ
يمضي تحت لوائه حماةٌ للدينِ والمليكِ والوطنِ
صباح الحب يا وطني
صباح يليق بمن تفخر بوجوده الأرضُ والأممُ