بقلم/ بشائر الحمراني
حين تنبض الأرض تحت أقدامنا، نسمع صوت الماضي يسري في عروق الحاضر، نسمع الحلم الذي كان في يومٍ من الأيام مجرد فكرة تتردد في أعماق السراب. اليوم، ذاك الحلم أصبح حقًا، متجسدًا في كل ذرة من تراب هذا الوطن العظيم.
من حقنا أن نحلم… لكن الحلم وحده لا يكفي. فالحلم هو بذرة، والتضحية هي التربة، والإرادة هي الماء الذي يسقيها. نحن نعيش اليوم في ظل إنجازاتٍ كانت يومًا سرابًا، تحقق بعرق الرجال وصبر النساء. كل خطوة خطاها الأجداد، كل فكرة جريئة، كل يد امتدت لبناء جسرٍ بين الماضي والمستقبل، أوقدت في قلوبنا حقًا أصيلاً: أن نحلم وأن نحقق.
نحن لا نحلم فقط، بل نحول الحلم إلى واقع. من حقنا أن نحمل راية هذا الوطن ونرفعها نحو السماء، لأننا نعلم أن الأحلام العظيمة لا تتحقق إلا بقلوبٍ تؤمن أن المستحيل هو مجرد عقبة عابرة، تُحطمها عزائم الكبار.
في هذا اليوم، لا نحتفل فقط بما تحقق، بل بما هو آتٍ. فالأمم العظيمة لا تقف عند الحلم، بل تبني مجدها على تحقيقه. نحن، أحفاد الصحراء، نملك الحق في أن نحلم، لأننا نملك القوة على تحقيق كل ما نؤمن به.