جرائد أبي: نافذة على الزمن والمجتمع

حمساء محمد القحطاني _ الافلاج

تعتبر الجرائد من أبرز وسائل الإعلام التي تعكس نبض الحياة اليومية وتوثق الأحداث التاريخية. في عائلتي، كانت جرائد أبي جزءًا لا يتجزأ من روتيننا اليومي، حيث كان يحرص على قراءة كل عدد جديد بشغف، ليبقى على اطلاع بكل ما يجري حوله.

تعود ذكرياتي مع جرائد أبي إلى أيام الطفولة، حيث كنت أراقبه وهو يجلس في زاوية المنزل، يفرد صفحات الجريدة أمامه، ويبدأ في تصفح الأخبار والمقالات. كانت الجرائد بالنسبة له ليست مجرد ورق مكتوب، بل مصدرًا للمعرفة والثقافة. كان يجمع بين القراءة والاستمتاع بفنجان من القهوة، مما كان يجعل الجو أكثر دفئًا وحميمية.

عبر تلك الصفحات، كنت أتعلم الكثير عن العالم من حولي. كانت الجرائد تتناول مواضيع متنوعة، بدءًا من الأخبار المحلية والعالمية، وصولاً إلى الرياضة والفن والثقافة. كنت أستمع إلى تعليقات أبي على المقالات، حيث كان لديه آراء قوية ومبنية على تجاربه الشخصية. علمت منه كيف أن الأخبار ليست دائمًا ما تبدو عليه، وكيف يجب أن نكون نقديين عند استهلاك المعلومات.

كما أن الجرائد كانت وسيلة للتواصل مع المجتمع. كان أبي يقرأ الأخبار السياسية والاقتصادية، ويشارك في النقاشات مع أصدقائه وجيرانه. كان لديه شغف بالتحليل والنقاش، وكان يعتبر أن فهم الأحداث الجارية هو مفتاح للمشاركة الفعالة في مجتمعه.

ومع مرور الزمن، بدأت تتغير وسائل الإعلام، وظهرت التكنولوجيا بشكل طاغٍ. ورغم ذلك، ظلت الجرائد تحتل مكانة خاصة في قلب أبي. كان يؤمن بأن قراءة الجريدة تمنح شعورًا بالاتصال بالعالم، وهو ما لا يمكن أن تقدمه الشاشات الرقمية بنفس العمق.

في النهاية، تظل جرائد أبي رمزًا للذكاء والاهتمام بالمجتمع. لقد شكلت جزءًا من هويته، وأثرت في شخصيتي وشغفي بالمعرفة. إن قراءة الجرائد ليست مجرد هواية، بل هي رحلة عبر الزمن، نتعلم من خلالها كيف نكون جزءًا من هذا العالم المتغير.

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.