علي الجبيلي
قرأت واستمعت لرأي احترمته كثيرا لأديب وأكاديمي وناقد كبير مثل الدكتور عبدالله الغذامي عن سؤال وجه له مؤخرا يتعلق بنظام الفصول الدراسية الثلاثة المطبق في التعليم العام وبعض الجامعي ووافقت اجاباته تلك هوى في نفسي على أن هذا الموضوع ليس مقصدي من عنوان مقالتي هذه أعلاه …وإنما كان ذلك مدخلا
للحديث بإختصار غير ممل عن هذه الشخصية الذي قرأت له وعنه الكثير وقابلته في مناسبات عدة …
ولكن ذلك اليوم البهي الجميل في حياتي من نواحي عدة منها :- عندما سعدت بدعوة الأستاذ تركي السديري لحضور مناسبة اعلامية هامة للجريدة وكان راعي المناسبة شخصية وطنية كبرى حينذاك وكان اميرا لمنطقة الرياض وهو والدنا ومليكنا سلمان أمد الله في عمره
وذلك الحفل الجميل الذي حضره عدد بارز من الأدباء والمفكرين والإعلامين الخليجين والعرب …
وعلى الرغم من أنني كنت منتشيا وبهيجا بالحضور
وسعيدا بذلك الوفاء منقطع النظير الذي أسبغته جريدتنا الغراء في ملحقها التاريخي عن المناسبه على شخصي وعلى مكتبنا على الأخص واستعراض انجازاته الفريدة
وأنني وزملائي كنا أول من ابتكر تسويق وتوزيع جريدة الرياض في منطقة جازان بطرق غير مألوفه وتجاوز كل العقبات الجغرافيه والفنيه والتنافسية ومنها الوجود والإنتشار المتميز لجريدتنا الغراء عكاظ وعرابها الكبير استاذنا القدير د .هاشم عبده هاشم …..
ذلك أننا كنا نقوم بتحميل كميات من جريدة الرياض ومجلة اليمامه ورياض ديلي بشكل دوري على ظهور الجمال وارسالها للمناطق الجبليه الوعرة والسكان والرعاة الذي يقطنون في مواقع بعيدة ” وكان يصعب وصول السيارات اليها في ذلك الوقت ” وكذلك تحميل نسخ من جريدة الرياض في زورق بحري يومي لتصل الي جزر فرسان في وقت مناسب لمتابعيها …
اضافة الي توزيع أعداد يومية أيضا داخل عبارة السفر الي فرسان …بعد ذلك في تجربة أخرى إضافة الي عمل تقارير وتغطيات صحفيه موسعه عن المنطقة حتى أصبح لها قراءها ومتابعوها الكثر …وعددت ذلك تكريما كبيرا من صحيفتي في مناسبة يوبيلها الفضي حينذاك
ولكن انشغالي بأمر نكد ونغص علينا هذه البهجة
وحقيقة انني عادة في المناسبات الكبيره لا احرص على مطاردة المشاهير للسلام عليهم والترزز معهم الا لضرورة حتميه ؟!!
وكنا قبل بدء الحفل مع مجموعة من قيادات وزملاء التحرير في الجريدة منهم اخونا الفاضل وزميلنا الإعلامي خالد العويد وكان مديرا للتحرير الإقتصادي وكنت ارى به شبها كثيرا بالدكتور عبدالله الغذامي
واثناء الحفل التفت للوراء واذا بي ارى شخصا رزينا هادئا يجلس في وقار ولا يلبس بشتا في مناسبة هامه…
وتاقت نفسي للسلام عليه هذه المره ؟
وسألت هذه النفس هل هو عبدالله الغذامي بشحمه ولحمه أم أن هذا هو زميلنا خالد؟
ماهي ردة فعل الرجل لو قابلته على أنه الغذامي وظهر على أنه خالد، واين هو شبيهه زميلنا العويد؟!
فسبحان الله كل هذه الافتراضات اشغلت ذاكرتي في المناسبه لدرجة انني قمت من المقعد الذي كنت اجلس عليه لأكون واقفا مع بعض المنظمين واحاول البحث عن أيهما هو الآخر ..؟!!
ولربما الرجل شابه الظنون من نظراتي تلك فالغذامي صاحب الكتاب الشهير حينذاك ” الخطيئة والتكفير ” من البنيوية الي التشريحية
نظرية وتطبيق
والذي اثار ضجة كبيرة في الأوساط الأكاديمية والإعلامية ولدى طبقات المحافظين والحداثين انفسهم وتحدث عنها خطباء المساجد والجوامع واصطف حوله الإخوانج بالشتيمة والتحقير ويقال ان هذه النظرية البنيوية الغذامية قدمت فيها أكثر من ١٠٠دراسة علمية وعلى الرغم انني كنت اتابع له قراءة العديد من اللقاءات والمقالات وقرأت كتابه هذا في سن مبكره للترزز امام الأقران ربما إن لزم الأمر ..؟
إلا أنني لم اخرج منه بأي نتيجة نفسية أو عملية يمكن البناء عليها او الاستفاده منها مثلما كان يتمنى الأصدقاء رواد النظرية البنانية وهم :-
“ولهم فولدنت ، وكارل ستمث، وبيجيه، ربما او الغذامي نفسه حتىً ؟
ولذلك حينما رأيت الرجل او شبيهه جالسا هادئا منزويا كان أكثر ما يحرضني لمقابلته هو براءته الظاهره ربما مما وجهت له من تهم واسقاطات سوء الظنون بفكره أو مقصده…العقائدي لا سمح الله ..
وأظن والله أعلم أن هذه النظرية هي مدخل لما يعتقدون أن هذه البنيوية مثل الخلية التشريحية لكل مفاهيم الحياة العلمية والطبية والجسدية والتنموية وفيها نظريات رياضية وتركيبات كيمائية وصيدلية وبحوث عمليات مركبه في التفسير والتحليل
وهذه البنيوية التي فتح لها الغذامي بابا على مصراعيه للعديد من المتفذلكين والكتاب الحداثيين والعلمانيين للتعيش والإسترزاق ولو بالباطل
وكذلك التمدد في ظلالها ليتبارو في قذف مدلولها وصاحبه كل حسب كل حسب معتقده وفكره ومصلحته
ومنحت بعض المبتدئين شعرا أو كتابة شظايا الإنتشار السريع على طريقة الوجبات السريعه .. وانتهو غالبا كما بدأو وكنت آمل وأتمنى على بعض الزملاء والأصدقاء عدم الميول المطلق في أي جانب منها مع أو ضد .. وأن تكون افكارهم وقناعاتهم مرتبطة بتحليل معرفي ومنهجي أكثر منه في تطبيق نظرية ” مع الخيل ياشقراء”
ولعل اخونا الكريم وزميلنا الكاتب والصحفي علي مكي هو احد ضحايا الإفلاس في جوقة مع الغذامي وبنيوته المعقده بعد أن سقط في اختبارات العمالقة أبا أيمن وأبا مشعل واساتذته الجامعيين أيضا فأفلس منهم أجمعين
وعلي كما قلت اخي وزميلي وهو الذي بدأ مشواره الصحفي في مكتبنا الإعلامي
الكائن حينها في عمارة ابكر رزيق رحمه الله مدخل مدينة جازان وبالرغم من كل معروف ووقفات ودعم قدمناه له وشفاعاتنا له لكن مع الأسف لم نسلم من كتاباته واساءاته المتعدده لنا أو لغيرنا … لتبرير إخفاقاته ربما
سامحه الله ابا مشعل ووفقه في أمور حياته كلها
وتحية خاصة لأخي وزميلي وصديقي الأستاذ خالد العويد وفقه الله
-أما الغذامي صاحبه فقد كان علي سهلا التمييز بينه وبين العويد وذلك بعد أختط الشيب شعر رأسه وشاربه الأبيض المبلل بهيل البنيوية وقشر الخطيئة والتكفير لدى مناوئيه ……..وكفى