عبدالعزيز عطيه العنزي
رغم اختلاف المتخصصين حول متى بدأت رقصة “الدحّة” الشعبية في السعودية، فإن ذلك التراث الشعبي لا يزال صامدا رغم مرور مئات السنين، خاصة في المناطق الشمالية في المملكة.
واسم “الدحّة” مأخوذ من صوت “الدّح” الصادر من الأشخاص والمتمثل في الصياح والتصفيق، وتنتشر الرقصة في الحدود الشمالية بالسعودية على وجه الخصوص، وتؤدى في المناسبات الاجتماعية والوطنية، وهي من الفنون الأدائية المكونة للثقافة الشعبية السعودية.
وتعد “الدحة” قديما من رقصات الحرب التي تتغنى بالبطولات وتمتاز بإيقاعاتها التي تبث الحماس، وتهدف إلى بث الرعب في قلوب الأعداء أو الاحتفال بالنصر بعد المعركة، وهي عبارة عن أهازيج وأصوات تشبه إلى حد كبير زئير الأسود أو هدير الجمال، ويشارك في أدائها الشباب وكبار السن بشكل جماعي.
اختلاف حول النشأة
واختلف المختصون بشأن تاريخ ظهور هذا التراث الشعبي، فهناك من ربط هذه الرقصة بانتصار العرب على الفرس في معركة “ذي قار”، معتبرين أن “الدحة” بدأت منذ هذه المعركة، بينما يرى آخرون أن نشأتها تعود إلى قصة متداولة مفادها أن قافلة من قوافل الحجاج كان أهلها قلة وشعروا بلصوص يراقبونهم ليلا فأوجسوا منهم خيفة، واتفقوا أن يقوموا بالتصفيق ويصدروا أصواتا كهدير الجمال لإيهام اللصوص أنهم كثيرون فيخشونهم، وفعلا نجحوا في طردهم بهذه الطريقة، ومن ثم انتشرت “الدحة” وأصبحت رقصة شعبية.