انتمائي والقلب

سمير الفرشوطي ✍️ المدينة المنورة

في حب كلّ إنسان، مشاعر وانتماء للوطن” في قلب الصحراء العربية، تنبض أرض عظيمة بتاريخ مجيد وحاضر مشرق ومستقبل واعد.

إنها المملكة العربية السعودية، وطن الفخر والعزة مهد الإسلام ومهوى أفئدة المسلمين. هنا، حيث تلتقي الأصالة بالحداثة، وحيث يمتزج عبق التاريخ برائحة المستقبل، يسكن حب لا يوصف في قلوب أبنائها.
إن انتماءنا لهذه الأرض الطاهرة ليس مجرد كلمات تقال، بل هو شعور يسري في عروقنا كما يسري الدم. إنه حب يشبه حب الأم لأبنائها
عميق وأصيل، لا يتزعزع مهما تغيرت الظروف أو تبدلت الأحوال. فكيف لا نحب وطناً احتضننا منذ الولادة، ورعانا وحمانا
وفتح لنا آفاق المستقبل على مصراعيها
في كل شبر من أرض المملكة، من شرقها إلى غربها، ومن شمالها إلى جنوبها، تكمن قصص البطولة والفداء. كل حبة رمل تحكي حكاية، وكل صخرة تشهد على عظمة الماضي وطموح الحاضر.

فمن سهول الشرق الخصبة إلى جبال الغرب الشامخة، ومن صحاري الشمال الممتدة إلى سواحل الجنوب الساحرة، تتجلى صور الجمال والتنوع التي تميز وطننا الغالي. وعندما يحل اليوم الوطني أو يوم التأسيس، ترى المشاعر الوطنية تتفجر في كل مكان. الأعلام الخضراء ترفرف عالياً، والأهازيج الوطنية تملأ الأجواء، والابتسامات تعلو وجوه الجميع. إنه مشهد يأسر القلوب ويملأ النفوس فخراً واعتزازاً. فكيف لا نفرح ونحن نرى وطننا يتقدم ويزدهر يوماً بعد يوم
إن العادات والتقاليد في كل منطقة من مناطق المملكة هي جزء لا يتجزأ من هويتنا الوطنية. فمن رقصة العرضة في نجد، إلى فن المزمار في الحجاز، ومن الدحة في الجنوب إلى العيالة في الشمال، كلها تعبر عن ثراء ثقافتنا وعمق حضارتنا.

هذا التنوع الثقافي هو ما يجعل المملكة فسيفساء جميلة، كل قطعة فيها تضيف إلى جمال الصورة الكلية. وعندما نرى العلم السعودي يرفرف عالياً، تخفق قلوبنا بقوة، وتمتلئ أعيننا بالدموع. فهذا العلم ليس مجرد قطعة قماش، بل هو رمز لعزتنا وكرامتنا، وشاهد على تضحيات الآباء والأجداد. إنه يذكرنا بأننا جزء من كيان عظيم، وأن علينا مسؤولية الحفاظ على هذا الإرث والبناء عليه. إن الانتماء الوطني ليس شعاراً نرفعه أو كلمة نرددها، بل هو إحساس عميق يسكن القلب ويملأ الروح.

إنه جزء من كياننا، يسري في دمائنا ويتغلغل في كل خلية من خلايا أجسادنا. فنحن لا ننتمي إلى هذا الوطن فحسب، بل نحن هذا الوطن، بكل ما فيه من ماضٍ عريق وحاضر مشرق ومستقبل واعد.

وفي الختام، دعونا نتذكر دائماً أن حب الوطن والانتماء إليه هو واجب ديني وأخلاقي. فلنعمل جميعاً، يداً بيد، من أجل رفعة هذا الوطن الغالي. ولنكن دائماً على قدر المسؤولية، نحمي ترابه ونصون مكتسباته ونساهم في بناء مستقبله المشرق. فالمملكة العربية السعودية ليست مجرد وطن نعيش فيه، بل هي قلب ينبض بالحب والولاء في صدر كل مواطن ومواطنة. حفظ الله المملكة العربية السعودية، وأدام عليها نعمة الأمن والأمان والازدهار

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.