د. أحمد الثقفي يتحدث عن علامات خوف الطفل من المدرسة: الأسباب والأساليب والحلول

د. وسيلة محمود الحلبي

أوضح الدكتور أحمد عبد الغني الثقفي أن الخوف من المدرسة هو مشكلة شائعة بين الأطفال في مختلف الأعمار، وهو أحد التحديات التي يمكن أن تؤثر على تجربة الطفل التعليمية والاجتماعية. قد يظهر هذا الخوف في عدة أشكال ويتسبب في مشاكل كبيرة إذا لم يُعالج بشكل صحيح. لذا، من المهم أن يتعرف الآباء والمعلمون على علامات خوف الطفل من المدرسة، وأن يتعلموا كيفية التعامل معها بفعالية.

وحول علامات خوف الطفل من المدرسة: قال د. الثقفي

هناك العديد من العلامات التي قد تدل على خوف الطفل من المدرسة. يجب على الآباء والمعلمين مراقبة هذه العلامات بعناية لفهم ما إذا كان الطفل يعاني من مشكلة تتعلق بالمدرسة:

1. رفض الذهاب إلى المدرسة:
– واحدة من أكثر العلامات وضوحًا هي رفض الطفل المستمر أو المتكرر للذهاب إلى المدرسة. قد يبدأ الطفل في تقديم أعذار مختلفة، مثل الشكوى من آلام جسدية أو شعور بالمرض، على الرغم من عدم وجود أعراض مرضية واضحة.

2. التغيرات السلوكية:
– قد يظهر الطفل سلوكيات غير معتادة، مثل التوتر أو الغضب الزائد. يمكن أن يكون الطفل عصبيًا أو سريع الانفعال، خاصة في الصباح قبل الذهاب إلى المدرسة أو بعد العودة منها.

3. البكاء والتشبث بالوالدين:
– قد يظهر الطفل خوفه من المدرسة من خلال البكاء المتكرر عند مغادرة المنزل أو عند ترك الوالدين في المدرسة. يمكن أن يتشبث بالوالدين ويرفض الانفصال عنهم.

4. الشكوى من أعراض جسدية:
– يمكن أن يشتكي الطفل من آلام جسدية مثل الصداع أو آلام المعدة، والتي قد تكون ناتجة عن القلق والخوف من المدرسة. في كثير من الأحيان، تختفي هذه الأعراض بعد السماح للطفل بالبقاء في المنزل.

5. انخفاض الأداء الأكاديمي:
– يمكن أن يؤدي الخوف من المدرسة إلى انخفاض في أداء الطفل الأكاديمي. قد يبدأ الطفل في فقدان الاهتمام بالدروس أو يظهر تراجعًا في درجاته المدرسية.

6. العزلة الاجتماعية:
– قد يتجنب الطفل التفاعل مع زملائه أو المشاركة في الأنشطة المدرسية. يمكن أن يصبح أكثر انعزالًا ويرفض الانخراط في العلاقات الاجتماعية داخل المدرسة.

وحول أسباب خوف الطفل من المدرسة اوضح الدكتور أحمد الثقفي

أنه لفهم كيفية التعامل مع خوف الطفل من المدرسة، من المهم التعرف على الأسباب المحتملة التي قد تؤدي إلى هذا الخوف:

1. الخوف من الفشل:
– قد يشعر الطفل بالخوف من عدم القدرة على النجاح في الدروس أو الاختبارات. يمكن أن يؤدي الضغط الأكاديمي والشعور بعدم الكفاءة إلى خوف كبير من المدرسة.

2. التنمر:
– يمكن أن يكون التنمر من الزملاء سببًا رئيسيًا لخوف الطفل من المدرسة. إذا كان الطفل يتعرض للإيذاء اللفظي أو الجسدي من قبل زملائه، فقد يخاف من الذهاب إلى المدرسة خوفًا من مواجهة المتنمرين.

3. القلق من الانفصال:
– يعاني بعض الأطفال من قلق الانفصال عن والديهم، مما يجعلهم يشعرون بالخوف من البقاء في المدرسة بعيدًا عن الأسرة. يمكن أن يظهر هذا القلق بشكل خاص عند الأطفال الأصغر سنًا.

4. مشاكل مع المعلمين:
– يمكن أن ينشأ خوف الطفل من المدرسة بسبب مشكلات مع المعلمين، سواء كان ذلك بسبب التوتر في العلاقة بينهما أو شعور الطفل بأن المعلم قاسٍ أو غير عادل.

5. تغيرات في الحياة المنزلية:
– يمكن أن تؤثر التغيرات الكبيرة في الحياة المنزلية، مثل الانتقال إلى منزل جديد أو الطلاق، على شعور الطفل بالأمان والاستقرار، مما يزيد من خوفه من المدرسة.

وعن أساليب التعامل مع خوف الطفل من المدرسة أشار الدكتور أحمد الثقفي

أنه عند التعرف على علامات خوف الطفل من المدرسة وأسبابها المحتملة، من الضروري اتخاذ خطوات فعالة لمساعدة الطفل في التغلب على هذا الخوف:

1. التحدث مع الطفل:
– يجب على الوالدين أو المعلمين التحدث مع الطفل بصدق وهدوء لفهم مشاعره ومخاوفه. يمكن أن يساعد هذا الحوار المفتوح في اكتشاف السبب الرئيسي للخوف وتحديد الطرق المناسبة للتعامل معه.

2. تعزيز الثقة بالنفس:
– من المهم تعزيز ثقة الطفل بنفسه من خلال تقديم الدعم والتشجيع. يمكن للوالدين أو المعلمين مساعدة الطفل على التركيز على نقاط قوته وإنجازاته، وتذكيره بأنه قادر على التغلب على التحديات.

3. إشراك المدرسة:
– يجب على الوالدين التواصل مع معلمي الطفل أو المستشارين في المدرسة لمناقشة المشكلة ووضع خطة مشتركة لمساعدة الطفل. يمكن للمدرسة تقديم الدعم اللازم والتأكد من أن الطفل يشعر بالأمان والراحة داخل البيئة المدرسية.

4. تشجيع الأنشطة الاجتماعية:
– يمكن أن يساعد تشجيع الطفل على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والأنشطة اللامنهجية على تعزيز ثقته بنفسه وتكوين صداقات جديدة. هذه التجارب الإيجابية يمكن أن تخفف من خوفه من المدرسة.

5. معالجة التنمر:
– إذا كان التنمر هو السبب وراء خوف الطفل من المدرسة، فيجب التعامل معه بجدية. يمكن للوالدين أو المعلمين التدخل لحماية الطفل واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف التنمر.

6. استخدام تقنيات الاسترخاء:
– يمكن تعليم الطفل تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق أو التأمل لمساعدته في التعامل مع القلق. هذه الأساليب يمكن أن تساعد في تقليل التوتر وجعل الطفل يشعر بمزيد من الهدوء والراحة.

7. تدريج العودة إلى المدرسة:
– في بعض الحالات، قد يكون من المفيد تخفيف ضغط العودة إلى المدرسة تدريجيًا. يمكن أن يبدأ الطفل بالذهاب إلى المدرسة لفترات قصيرة وزيادة هذه الفترات تدريجيًا حتى يتكيف مع البيئة المدرسية.

واضاف د.الثقفي أن هناك حلول طويلة الأمد

بالإضافة إلى الأساليب المذكورة، من المهم التفكير في حلول طويلة الأمد لضمان تجاوز الطفل لخوفه من المدرسة:

1. تطوير بيئة مدرسية داعمة:
– يجب على المدارس العمل على توفير بيئة مدرسية آمنة وداعمة تساعد على بناء الثقة بين الطلاب والمعلمين. يمكن أن تشمل هذه البيئة دعمًا عاطفيًا ومعنويًا للطلاب وتشجيع التواصل المفتوح بين الجميع.

2. التدريب على المهارات الاجتماعية:
– يمكن أن يساعد تدريب الطفل على المهارات الاجتماعية في تحسين تفاعله مع زملائه وتطوير علاقات إيجابية. يمكن أن تشمل هذه المهارات كيفية التواصل، وحل المشكلات، والعمل الجماعي.

3. الاستشارة النفسية:
– في الحالات التي يكون فيها خوف الطفل من المدرسة شديدًا، قد تكون الاستشارة النفسية ضرورية. يمكن للمعالجين النفسيين العمل مع الطفل لمساعدته على فهم مشاعره والتغلب على مخاوفه من خلال تقنيات متخصصة مثل العلاج السلوكي المعرفي.

وفي الختام قال : الوقاية والتدخل المبكر

إن خوف الطفل من المدرسة يمكن أن يكون عقبة كبيرة أمام نجاحه الأكاديمي والاجتماعي. لكن من خلال التعرف على علامات الخوف والتدخل المبكر، يمكن للوالدين والمعلمين مساعدة الطفل في التغلب على هذه المشكلة وضمان تجربة مدرسية إيجابية.

إن الوقاية من خلال بناء بيئة مدرسية داعمة، وتعزيز ثقة الطفل بنفسه، ومعالجة المشكلات فور ظهورها، تعد مفتاحًا لضمان أن يكون الطفل قادرًا على مواجهة تحديات المدرسة بثقة وراحة. وختامًا، تذكر أن كل طفل يحتاج إلى الدعم والتوجيه لكي يزدهر في مسيرته التعليمية.

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

«التعليم»: تمديد نقل معلمي الظروف الخاصة حتى انتهاء الحالة

روافد ـ متابعات أكدت وزارة التعليم، نقل معلمي ومعلمات الظروف الخاصة، بعد تكليفهم حتى انتهاء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.