ماذا سرقت منك الحياة ؟

سمير الفرشوطي ✍️ المدينة المنورة
نمر بلحظات تشعرنا وكأن الحياة قد سرقت منا أشياء ثمينة ، فماذا سرقت منا هذه الحياة القاسية؟ دعونا نتأمل معًا… سرقت منا الحياة البراءة، تلك النظرة الصافية للعالم التي كنا نمتلكها في طفولتنا
سرقت منا الأحلام البسيطة التي كانت تملأ قلوبنا بالفرح والأمل. سرقت منا الحياة الوقت، ذلك الكنز الثمين الذي لا يعوض. أيام تمر كالبرق، وسنوات تنقضي دون أن ندرك. وفي غمرة انشغالنا، نجد أنفسنا قد فقدنا لحظات ثمينة مع من نحب. سرقت منا الحياة السكينة والطمأنينة. ففي عالم يتسارع بوتيرة جنونية
أصبح القلق رفيقنا الدائم، والتوتر ضيفنا الثقيل. يوم مكر، حيث نواجه خداع من ظنناهم أقرب الناس إلينا. يوم نكد، تتراكم فيه الهموم حتى تكاد تخنقنا. يوم بكاء، نذرف فيه دموعًا على أحلام تحطمت وآمال تبددت. يوم قهر، نشعر فيه بالعجز أمام ظلم الحياة وقسوتها. يوم كسر القلوب، حيث نودع أحباءنا أو نفقد علاقات ظننا أنها ستدوم للأبد. ويوم خداع، نكتشف فيه زيف بعض ما آمنا به طويلًا.

لكن، رغم كل ما سرقته الحياة منا، فإنها منحتنا أيضًا. منحتنا القوة لنقف من جديد بعد كل سقوط ، منحتنا الحكمة لنتعلم من أخطائنا، منحتنا القدرة على الحب رغم الجروح.

نعم سرقت الحياة منا الكثير، لكنها لم تستطع أن تسرق إنسانيتنا، ولا قدرتنا على الأمل. فمهما بلغت قسوة الأيام، يبقى في داخلنا ذلك الطفل الذي يؤمن بأن الغد سيكون أفضل.

فدعونا نتذكر، أن ما سرقته الحياة منا قد يكون ثمنًا لما ستمنحنا إياه غدًا. ولنحافظ على ذلك الجزء منا الذي يرفض الاستسلام، ويصر على رؤية الجمال حتى في أحلك الظروف. فالحياة، رغم قسوتها، تبقى هبة ثمينة. ولعل أعظم انتصاراتنا هو أن نواصل المسير، نحب، نحلم، ونأمل، رغم كل ما سرقته منا الأيام.

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

لا ترمي كل شيء

بقلم: بهيرة الحلبي من بحور الاستدامة وكنوز الابتكار، نرى سيدة أعادت تدوير الملابس القديمة فأنتجت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.