لا تركض خلف أحد

سمير الفرشوطي ✍️ المدينة المنورة
في رحلة اكتشاف الذات في خضم الحياة في خضم هذه الحياة المتسارعة ، كثيراً ما نجد أنفسنا نركض خلف أشخاص أو أهداف
متناسين أهم شيء كرامتنا وقيمتنا الذاتية.
لكن دعونا نتوقف للحظة ونتأمل في هذه الحكمة العميقة: “لا تركض خلف أحد.. ستتعثر بكرامتك. الحياة بكل تعقيداتها وتحدياتها تشبه لوحة فسيفساء متغيرة باستمرار كل يوم يحمل معه شيئاً جديداً تحدياً جديداً فرصة جديدة .

وفي خضم هذا التغيير المستمر من السهل أن نفقد بوصلتنا الداخلية ونبدأ في السعي وراء ما نعتقد أنه سيجلب لنا السعادة أو الرضا. لكن ماذا يحدث عندما نركض خلف الآخرين نحن نخاطر بالتعثر ليس فقط جسدياً، بل روحياً وعاطفياً أيضاً .

كرامتنا، ذلك الجوهر الثمين الذي يعرّف هويتنا وقيمتنا، يصبح حجر عثرة في طريقنا نحو السعادة المزعومة. عندما تتعلق بك الحياة، عندما تجد نفسك في لحظة من لحظات الأمل والتفاؤل، تتخيل حياة جديدة مليئة بالإمكانيات. هذه اللحظات ثمينة، لكنها أيضاً هشة. فجأة، وبدون سابق إنذار، قد تتعثر بك الحياة. الأحلام التي بنيتها بعناية قد تنهار، والآمال التي غذيتها قد تتبخر. لكن هنا يكمن سر الحياة الحقيقي: في التجربة والمحاولة المستمرة. كل تعثر هو درس، وكل سقوط هو فرصة للنهوض أقوى وأكثر حكمة. الحياة ليست عن الوصول إلى نقطة نهائية مثالية، بل هي عن الرحلة نفسها، عن النمو والتعلم في كل خطوة. فبدلاً من الركض خلف الآخرين، لماذا لا نركز على رحلتنا الخاصة ، بدلاً من السعي وراء أحلام الآخرين، لماذا لا نستكشف ما يجعلنا فريدين ومميزين.
تذكر دائماً
أنت لست مجرد متفرج في قصة حياتك، بل أنت البطل الرئيسي. قد تكون الحياة صعبة، وقد يأتي كل يوم بتحدياته الخاصة، لكن هذا ما يجعلها مثيرة ومجزية. فلنتوقف عن الركض خلف الآخرين. لنحافظ على كرامتنا ونقدر قيمتنا الذاتية. ولنواجه تحديات الحياة بشجاعة وإصرار، مدركين أن كل تجربة، سواء كانت نجاحاً أو فشلاً، هي فرصة للنمو والتعلم. في النهاية، الحياة ليست سباقاً نحو هدف محدد، بل هي رحلة اكتشاف مستمرة. فلنستمتع بكل لحظة منها، ولنتذكر دائماً أن قيمتنا الحقيقية تنبع من داخلنا، وليس من آراء الآخرين أو توقعاتهم. هكذا، عندما تتعلق بك الحياة وتتأمل في حياة جديدة، ستجد أن الحياة نفسها تتعثر بك – ليس كعائق، بل كفرصة لإظهار قوتك الداخلية وقدرتك على النهوض والاستمرار. فاستمر في التجربة، واصل المحاولة، وتذكر دائماً: أنت أقوى مما تعتقد.

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.