انتهت رغبتي في العتاب مع المجتمع

سمير الفرشوطي ✍️ المدينة المنورة
في خضم صخب الحياة اليومية وضجيج الأفكار المتضاربة، وجدت نفسي أخيراً في نقطة تحول. لحظة فارقة أدركت فيها أن رغبتي في العتاب مع المجتمع قد تلاشت، وأن سعيي الدؤوب للنقاش مع كل من هب ودب قد انتهى.

هذه اللحظة لم تكن وليدة اللحظة، بل نتيجة تراكم تجارب وخبرات عميقة غيرت نظرتي للحياة والناس من حولي. لطالما كنت أؤمن بأن التغيير يأتي من خلال النقاش والجدال، وأن العتاب هو وسيلة لتصحيح المسار.

كنت أرى في كل محادثة فرصة لتغيير فكر أو تعديل سلوك. لكن مع مرور الوقت، أدركت أن هذا النهج لم يجلب لي سوى الإرهاق النفسي والعقلي، دون تحقيق النتائج المرجوة. اليوم، وبعد رحلة طويلة من التأمل والتفكير، قررت أن أبحث عن راحة البال. قررت أن أتخلى عن عبء تغيير العالم وأن أركز على تغيير نفسي أولاً.

هذا القرار لم يكن سهلاً، لكنه كان ضرورياً لصحتي النفسية ولجودة حياتي. إن البحث عن راحة البال لا يعني الانعزال عن المجتمع أو التخلي عن القيم والمبادئ. بل يعني إعادة توجيه الطاقة نحو ما هو أكثر إيجابية وفائدة. يعني الاستماع أكثر والتحدث أقل، التفهم بدلاً من الانتقاد، والتركيز على النقاط المشتركة بدلاً من نقاط الخلاف.

لقد تعلمت أن التغيير الحقيقي يبدأ من الداخل. عندما نغير أنفسنا، نغير نظرتنا للعالم من حولنا. وعندما نتصرف بإيجابية وسلام داخلي، نؤثر بشكل غير مباشر على من حولنا دون الحاجة إلى العتاب أو النقاش الحاد. راحة البال ليست حالة سلبية من الاستسلام، بل هي قوة إيجابية تمنحنا القدرة على التعامل مع تحديات الحياة بهدوء وحكمة. إنها تمنحنا الفرصة لرؤية الجمال في التفاصيل الصغيرة، والاستمتاع باللحظات البسيطة التي كنا نغفل عنها في خضم صراعاتنا الفكرية.

في النهاية، أدركت أن الحياة أقصر من أن نقضيها في العتاب والنقاش. هناك الكثير من الجمال والخير في هذا العالم يستحق الاكتشاف والتقدير. وبدلاً من محاولة تغيير الآخرين، قررت أن أكون التغيير الذي أريد رؤيته في العالم. فلنترك العتاب جانباً، ولنبحث عن السلام الداخلي. فعندما نجد راحة البال، نكتشف أن العالم من حولنا يبدو أكثر جمالاً وإشراقاً. وربما، من خلال هذا السلام الداخلي، نستطيع أن نؤثر في العالم بطريقة أكثر عمقاً وديمومة مما كنا نتخيل.

هذه المقالة تهدف إلى جذب القراء من خلال التركيز على تجربة شخصية عميقة ورحلة تحول داخلية. إنها تتناول موضوعاً يمس حياة الكثيرين، وتقدم وجهة نظر جديدة حول كيفية التعامل مع المجتمع والحياة. الأسلوب السلس والأفكار العميقة تهدف إلى إشراك القارئ وحثه على التفكير في حياته الخاصة وعلاقته مع المجتمع.

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.