الكاتبة سارة طالب السهيل تكتب العملات الرقمية.. بين مزايا الشفافية ومخاطر التقلبات وضياع الخصوصية

تحولات حياتنا المعاصرة فائقة السرعة التكنولوجية تبدو وكأنها من نسج شطحات الخيال لكنه سرعان ما تحول الى حقيقة واقعية، فالعالم كله اتجه الى لغة الرقمنة في معظم وسائل حياتنا، بما في ذلك حياتنا الاقتصادية وتحول مفهوم السوق التجاري الى سوق رقمي يحقق ارباحا خيالية رغم مخاطره الكبيرة.واستطاع السوق الرقمي في غضون سنوات قليلة أن يفرض حضوره في عالمنا المعاصر بقوة إلى حد قبول العديد من الشركات الكبرى مبدأ الدفع بالعملات الرقمية مثل عملة البيتكوين.والعملات الرقمية هي عملات افتراضية تعتمد على تقنية blockchain، وتتيح اجراء المعاملات المباشرة من شخص لآخر دون وسطاء سواء كان شخصًا أو مؤسسة.

وهذه العملات تصدر بعيدا عن اي سلطة مركزية، كالبنوك، مما يوفر لها حماية من التلاعب الحكومي.وبدلا من امتلاك يورو أو دولار او دينار او ين ورقي او معدني، فإن حائز العملة الرقمية يمتلك ارقاما لأموالهم في محفظة إلكترونية رقمية معتمدة على تشفير المعاملات المالية والحفاظ عليها آمنة، وتتيح لصاحبها شراء السلع والخدمات عبر الإنترنت، أو تداولها في البورصة للحصول على قيمة مالية أكبر. لا أدري إن كان هذا الأمر يستخدم أيضا في عمليات غسيل الأموال ولكنه وارد.توجد العديد من العملات الرقمية المشفرة ولكن الاكثر شهرة منها يرتبط في القيمة السوقية، وفي مقدمتها بيتكوين (BTC) التي لها فضلا للريادة في هذا الميدان حيث انشئت عام 2009 وتمتاز بخفض رسوم المعاملات عبر الإنترنت.إيثريوم (ETH): إيثريوم، وتحتل المرتبة الثانية من حيث القيمة السوقية، صممها لمبرمج فيتاليك بوتيرين عام 2013، وهو عبارة عن سلسلة بلوكتشين لامركزية ومفتوحة المصدر تتميز بوظائف العقود الذكية.تيثر (USDT): تيثر هي عملة مستقرة، من مميزاتها انها مصممة لتقليل تقلبات الأسعار تحافظ Tether على نسبة 1 إلى 1 مقابل الدولار الأمريكي مما يجعلها مستقرة في سوق العملات المشفرة المضطرب.Binance Coin (BNB):Binance Coin هي العملة المشفرة الأصلية لبورصة Binance، وتستخدم للمعاملات داخل المنصة.الريبل (XRP): الريبل هو بروتوكول دفع رقمي وعملة مشفرة. يتم استخدام XRP، العملة المشفرة، لتسهيل تحويل الأموال بين العملات الورقية المختلفة.العملات الرقمية الأكثر شعبية هناك ايضا المئات من العملات البديلة والعملات المستقرة المختلفة.يقدم كل منها ميزات واستخدامات مختلفة عن الأخرى، ومن اشهرها Litecoinو وEthereum وRipple، ومعظمها يوفر عنصر السرعة في المعاملات المالية والامان.ومع تطور تجربة العملات الرقمية، ظهرت العملات

المستقرة والمصممة خصيصا لمكافحة التقلبات في سوق العملات المشفرة، من خلال ربط قيمتها باحتياطي من الأصول. وهذه الاصول قد تكون عملة ورقية محددة مثل الدولار، واليورو أو سلة من العملات الورقية المختلفة، أو أصول اخرى مثل الذهب بموجب ذلك، فان العملات الرقمية المستقرة تجمع بين استقرار الأصول التقليدية وفوائد العملات المشفرة مثل السرعة والأمان وانخفاض تكاليف المعاملات ، ومن أشهر USD Tether (USDT( نماذجها Binance USDو ،Coin (USDC( (BUSD) اللامركزية. وتمتاز العملات الرقمية باستخدام تقنية blockchain التي توفر الشفافية من خلال تتبع المعاملات بسهولة، كما توفر الخدمات المالية للأشخاص الذين ليس لديهم حسابات مصرفية أو لا يتعاملون مع البنوك، ورسوم
معاملاتها أقل من الأنظمة المصرفية التقليدية وتحويلات الأموال.

ولكن العملات الرقمية ذات مخاطر كبيرة بسبب تقلب اسعارها مما قد تؤدي الى خسائر مالية كبيرة لأصحابها، بجانب خطورة فقدان الوصول إلى العملة المشفرة ونسيان كلمة مرور المحفظة الرقمية فلا توجد طريقة لاستعادتها.

كما انها قدتستخدم في عمليات غسيل الاموال القذرة وشراء سلع غير قانونية.

ومع تزايد استخدام العملات المشفرة اكتسب البيتكوين قيم سوقية غير مسبوقة ووصلت إلى مستويات الـ 75 ألف دولار أميركي.

وأدى سماح لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية بتداول عملة بيتكوين رسميًا في صناديق الاستثمار المتداولة، ونتج عنها ادراج أحد عشر صندوقًا استثماريا في البورصة مما يوسع نطاق استخدام العملات الرقيمة في المستقبل القريب. وبرهانا على ذلك، فإن بعض الدول الكبرى مثل بنك انجلترا والمركزي الأوروبي والصين واليابان والسويد بدأت تجربة عملاتها الرقمية، وطرحت جزر الباهاما وجامايكا والسلفادور واتحاد دول شرق الكاريبي اول العملات الرقيمة الرسمية. وبصفة عامة، وبحسب تحليلات خبراء مصرفيين، فان البنوك المركزية في العالم ومنها دولنا العربية تعمل على ادخال العملات الرقمية في مبادلات محدودة بجانب النقود، على ان تتوسع في المستقبل القريب في تداول العملات الرقيمة خاصة بعد ان تحقق لها شعبية عالمية. غير ان الكثير من الخبراء يتخوفون من إطلاق العملات الرقمية داخل البنوك مما يعرض الخصوصية والأمن الإلكتروني للخطر. ولكن بالأخير كل جديد مستهجن بالبداية والأيام تثبت وجوده أو سقوطه أمام الركائز الثابتة.

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.