بقلم : عبدالله محمد العماري
المطر هو : تساقط قطرات ماء من السحاب ، يختلف عدد وكثافة وحجم قطرات المطر اختلافاً كبيراً بحسب كثافة التهطال وطبيعته ، يعتبر المطر من أهم الظواهر الطبيعية التي أثرت في حياة الإنسان منذ القدم، وقد سجلت اللغة العربية العديد من الأسماء والأنواع المختلفة للمطر في الأدب العربي ومن أشهرها : الرذاذ ، والطل ، والأتي والأتاوي ، والغيث ، واليعلول ، والجود ، والديمة ، والصنديد ، والودق ، والوابل ، والرَمَض ، والحيا ، وقد ذكر الله المطر في القرآن فقال: ( وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً ) وكان من هديه عليه السلام أن يَحَسَرَ ثَوْبَهُ، حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ الْمَطَرِ»، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ؛ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ قَالَ: ” لأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى” ، وقيل : ينزل المطر على الأرض ويأتي معه البركة والرزق ، وقيل : يتساقط المطرُ فيغسل أحقاد الصدور وسواد القلوب ، وقد ذكر المطر في شعر العربي ومن ذلك قول النابعة الذبياني :
أصاح ترى برقا أريك وميضه يضيء سناه عن ركام منضد
ويقول عبيد بن الأبرص عنه أيضًا :
يا من لبرق أبيت الليل أرقبه من عارض كبياض الصبح لماح
ويقول المتنبي عنه أيضًا :
اِختَرتُ دَهماءَتَينِ يا مَطَرُ وَمَن لَهُ في الفَضائِلِ الخِيَرُ
ويقول ابن المعتز عنه أيضًا :
وَمُزنَةٍ جادَ مِن أَجفانِها المَطَرُ فَالرَوضُ مُنتَظِمٌ وَالقَطرُ مُنتَثِرُ
وكلمة “المطر” تعطي إحساساً بتدفق العواطف والمشاعر الرقيقة والشفافية، فهي تعتبر كلمة شاعرية استوحى منها الشعراء لإبداع قصائدهم في مواضيع الحب والجمال ، ومن ذلك قول جرير بن عطية :
قُل لِلدِيارِ سَقى أَطلالَكَ المَطَرُ
قَد هِجتِ شَوقاً وَماذا تَنفَعُ الذِكَرُ
ويقول ابن أبي حصينة عنه ذلك :
جادَت يَداكَ إِلى أَن هُجِّنَ المَطَرُ
وَزانَ وَجهُكَ حَتّى قُبِّحَ القَمَرُ
ويقول نزار قباني عنه أيضًا :
أخاف أن تُمطر الدُّنيا ولستِ معي
فمنذ رحتِ وعندي عقدةُ المطرْ