روض الأمنيات

أحمد المتوكل علي النعمي

جازان – حرجة ضمد

ذبت حتى شفني الكمد …
و الأسى و الوجد و النكد
و اعتراني في الهوى قلق …
فوق ما ألقى و ما أجد
و اشتياق جارف و هوى …
نبضه في الصدر متقد
ثم أودى بي و أحرق من …
مربعي في شؤمه نضد
و انبرى فيه الغزال و قد …
خار في تلويعه الأسد
و هو في أحلى تألقه …
لم يرق لي غيره أحد
إن تجلى في المساء فكا …
لبدر في الأنوار يتقد
زان في دل فأدركني …
سهمه و اشتدت العقد
منذ أن ألقاه في بصري …
خطوه المياس و الميد
باسما و الدر في فمه …
و اللمى و الشهد و البرد
و ابتنى في القلب منزله …
و هو فيه اليوم منفرد
كم زها ليلي برونقه …
و الوفا مني له صفد
ويح قلبي إن تجاهله …
أو خلا من ذكره خلد
و الذي لم يسبه كحل …
في مآقي عينه رمد
و اهتمامي لن يغيره …
في المدى و القوة الأبد
حسبه لما أراق دمي …
لم يكن لي عنده قود
بيد أني ما طلبت سوى …
ما به قد قوم الأود
ها أنا أسعى وليس معي …
غيره رفد و لا سند
شارد الأفكار مغترب …
في الدنا والسعي مطرد
أشتكي ضري و يحرمني …
من منامي الهانيء السهد
بل أنا الصادي إليه و ما …
قال لي يوما متى أرد
و عسى أحظى بلفتته …
ثم في آت له أفد
طامع لا البعد يمنعني …
عنه أو يزري بي الزرد
أو أراني عنه في كلل …
عاثر أسلو و أبتعد
كل محبوب يمل و ما …
خلت أن ينتابني فند
لم أزل و الحب يدفعني …
نحوه للوصل أجتهد
وهو سقمي حين أفقده …
والشفاء الوصل والمدد
والمدى أضحى يحيرني …
مذ غشاني منه معتقد
أسهرت عيناي و انقلبت …
فيه حالي وانطوى جسد
عنه لا أنأى ومن خمدت …
فيه نار أمره بدد
و الذي قلبي يكابده …
ليس لي فيما عليه يد
غير أني قد بليت و ما …
لامني في الحب منتقد
والذي يبدو لمن نظرت …
عينه لم يخفه العدد
و إذا ما جاء أبهجه …
بالسنا و ازدانت البلد
لذ لي في عشقه كلفي …
و انكساري و هو مبتعد
والذي يرضاه من شغفي …
غايتي ما راضه رشد
عله من بعد يرحمني …
في وعود منه تنعقد
هل ترى يسمو به أملي …
فيه و الآمال تعتمد
أم عسى يحنو و يذكرني …
ثم يحبوني بما يعد
و الغد الآتي سيبصره …
في سماه الطائر الغرد
و الهوى تصفو مشاربه …
بالرضا و المهتدي يرد
و الذي ما نال ظل على …
لجة الأوهام يرتعد
ظن ظنا لا يجاوزه …
أنه في الحب مضطهد
كيف أرجو أن أكون به …
هانئا و الكف مقتصد
يا حياة القلب يا قمرا …
في دجى الظلماء يفتقد
أنت روض الأمنيات إذا …
جفت الأيام و الصعد
لا أعد العيش ما ظمئت …
فيه عما تشتهي كبد
لا و لا قد طاب من عمر …
ليس لي في عيشه عضد
و الهوى بحر و تذكرتي …
فيه منك النفع و الزبد
و اللقا أنس و ليس لنا …
غير وصل فيه نتحد
يا غراما كان يبرزني …
في خفايا سره الرصد
فيه ما قد خانني زمني …
أو دهاني دونه حسد
أو هموم أوهنت هممي …
أو نفاني خلفها الأمد
والجفا نأي و ليس لمن …
ذاقه صبر و لا جلد
كيف لي بالبعد عنه وفي …
خافقي من سحره عقد
خذ بقلبي يا معذبه …
نحو ما فيه لنا الرغد
في الدنا نلهو وقد جملت ..
حولنا أثوابها الجدد
ثم نمضي في مناكبها …
و الرياض الخضر ملتحد
أيها المحبوب أين لنا …
ما به في الحب ننفرد
في وصال ظل يرفعنا …
للسما في فضله عمد

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

جُرْحُ الْهَوى

محمد النعمي – بيش أمَا زَالَ وَجْهُكِ حُلْمَ الُمَرايا وَعَيْنَاكِ يَرْنو إلَيْها الْكَحَلْ وَهَلْ مَا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.