غيداء الغامدي – جدة
أكد طبيب الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور ضياء حسين ، أن أهمية “النوم” لا تتوقف على عدد ساعاته بل تشمل جودته التي تتضمن الالتزام بوقت محدد وثابت للنوم والاستيقاظ ، خلق بيئة نوم مريحة وباردة ومظلمة وهادئة ، تجنب تناول الكافيين خاصة بعد الظهر وفترة المساء ، تجنب تناول المأكولات الثقيلة قبل النوم ، ممارسة الرياضة بشكل منتظم في وقت مبكر من اليوم ، عند عدم القدرة على النوم خلال 20 دقيقة، يجب ترك الفراش والقيام بنشاط خفيف ، تجنب أخذ قيلولة بعد الساعة 3 مساءً ، تجنب أداء المهام في نهاية اليوم ، الحد من المحفزات وقت النوم مثل: الأنشطة التلفزيونية، واستخدام الحاسوب، والألعاب الالكترونية.
وقال إن الإنسان يمر أثناء نومه بمرحلتين، وتحدث عدة أمور في كل مرحلة ، فالمرحلة الأولى هي النوم العميق وفي هذه المرحلة يزداد تدفق الدم إلى العضلات، وتتم عملية صيانة الجسم ونمو الأنسجة، وإعداده للنشاط في اليوم التالي، وإفراز الهرمونات المهمة لعملية النمو والتطور ، والمرحلة الثانية هي مرحلة نوم حركة العين السريعة (النوم الريمي) وفي هذه المرحلة ينشط المخ وتبدأ الأحلام، ويكون الجسم غير قادر على الحركة، وتكون نبضات القلب مضطربة وكذلك التنفس ، ويحتاج الجسم إلى المرور بكلتا المرحلتين ليحصل على نوم صحي، فالذين يتم مقاطعة نومهم بشكل متكرر قد لا يحصلون على كفايتهم من بعض مراحل النوم.
وتابع د.حسين :
تحتاج جميع المخلوقات الحية إلى النوم، والذي يعتبر الوظيفة الرئيسة للمخ في بداية الحياة؛ حيث ينتظم بحسب نظامي توازن النوم واليقظة والساعة البيولوجية، وهما ما يفسران اختلافات أنظمة النوم بين الناس، ويلعب النوم دورًا رئيسًا في صحة الفرد وهو بنفس أهمية الأكل والشرب والتنفس ، فعند بقاء الشخص مستيقظًا لمدة طويلة، يقوم هذا النظام بتنبيه الجسم بحاجته إلى النوم، ويساعد الجسم على أخذ ساعات كافية من النوم خلال الليل ليستعيد نشاطه خلال النهار.
وأضاف: عدم حصول الفرد على ساعات كافية من النوم يوميًا وبعيدًا عن السهر قد يترتب عليه انعكاسات خطيرة على الصحة، فقلة النوم قد يؤدي إلى ضعف الوظائف الإدراكية، بما في ذلك مشاكل الذاكرة والتركيز، كما يزيد الحرمان المزمن من النوم من خطر الإصابة بالسكري النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل ارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية، كما أنه يضعف جهاز المناعة، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، ويمكن أن يساهم قلة النوم في زيادة الوزن عن طريق تعطيل الهرمونات التي تتحكم في الجوع والشهية.
وختم د.حسين حديثه بقوله:
يحرص البعض على القيلولة وهذا الأمر ايجابي ومفيد لصحة الجسم ، فالشعور بالرغبة في الحصول على القيلولة أمر طبيعي ويرتبط بإيقاع الساعة البيولوجية للجسم ، إذ تتبع هذه الساعة الداخلية دورة مدتها 24 ساعة، مع فترتين من ذروة النعاس أعظمها في الليل وأخرى ثانوية في وقت مبكر من بعد الظهر، فإذا كان الفرد يأخذ قيلولة فإن مدتها المثالية هي نحو 20 دقيقة، مع الحرص على تجنب النوم العميق لمنع الشعور بالترنح عند الاستيقاظ، لأن الاستيقاظ من النوم العميق يمكن أن يؤدي إلى تفاقم النعاس ، وبالتالي يمكن أن تكون القيلولة القصيرة بمثابة فرصة للانتعاش واستعادة الطاقة.