ضباب معرفة الحياة

المدينة المنورة ✍️ سمير الفرشوطي
لا زلنا نتعامل مع الحياة الاجتماعية ونحن في استكشاف المستقبل والحياة الغامضة التي نؤمن أنها قدر، ويجب أن نتعامل مع الحياة بجميع أنواعها وأن نرضى بالمكتوب و في خضم هذا الضباب المعرفي، نجد أنفسنا نتخبط بين الواقع والمجهول، نحاول فهم ما يحيط بنا وما ينتظرنا في الأفق البعيد إن الحياة الاجتماعية، بكل تعقيداتها وتشابكاتها، تمثل جزءًا أساسيًا من وجودنا البشري نحن كائنات اجتماعية بطبيعتنا، نسعى للتواصل والتفاعل مع الآخرين، نبني علاقات ونشكل مجتمعات ومع ذلك، فإن هذه الحياة الاجتماعية ليست بمنأى عن الغموض والتحديات فكل يوم يحمل معه تجارب جديدة، وكل لقاء يفتح أبوابًا لم نكن نعلم بوجودها من قبل وفي الوقت ذاته، نحن في رحلة مستمرة لاستكشاف المستقبل و نتطلع إلى الغد بعيون ملؤها الأمل والفضول، نحاول استشفاف ما يخبئه لنا الزمن لكنه ، بطبيعته، يبقى غامضًا ومجهولًا إنه كالضباب الكثيف الذي يحجب عنا الرؤية الواضحة، يجعلنا نتحسس طريقنا خطوة بخطوة في هذا السياق، نجد أنفسنا أمام حقيقة لا مفر منها: الإيمان بالقدر حيث نؤمن أن ما يحدث لنا وما سيحدث هو جزء من خطة كونية أكبر منا هذا الإيمان يمنحنا القوة للمضي قدمًا، حتى عندما يبدو الطريق غير واضح المعالم إنه يعطينا الشجاعة لمواجهة المجهول، والصبر للتعامل مع التحديات التي تواجهنا ومع ذلك، فإن الإيمان بالقدر لا يعني الاستسلام أو السلبية بل على العكس، يجب علينا أن نتعامل مع الحياة بكل أشكالها وأنواعها. علينا أن نواجه الصعوبات بشجاعة، وأن نستقبل الفرص بانفتاح أن نكون مرنين في تعاملنا مع الظروف المتغيرة، وأن نكون مستعدين للتكيف مع ما يأتي به المستقبل فالرضا بالمكتوب هو جزء أساسي من هذه المعادلة إنه لا يعني القبول السلبي بكل ما يحدث، بل هو حالة من السلام الداخلي والتوازن النفسي إنه القدرة على تقبل ما لا نستطيع تغييره، مع الاحتفاظ بالقوة والعزيمة لتغيير ما نستطيع هذا الرضا بالمكتوب يمنحنا الهدوء في خضم العواصف، والثبات في وجه التحديات
ختاما نحن نعيش في عالم مليء بالاحتمالات والمفاجآت بالحياة الاجتماعية، واستكشاف المستقبل، والتعامل مع هذا الغموض، كلها جوانب متشابكة من تجربتنا البشرية وبينما نتنقل في هذا الضباب المعرفي، علينا أن نتذكر دائمًا أن قوتنا تكمن في قدرتنا على التكيف، وفي إيماننا بأن كل ما يحدث له حكمة، حتى وإن لم ندركها في الحال. فلنواصل رحلتنا في هذه الحياة بقلوب مفتوحة وعقول متسائلة. ولنتذكر دائمًا أن الضباب، مهما كان كثيفًا، سينقشع يومًا ما، ليكشف لنا عن آفاق جديدة وفرص لم نكن نتخيلها من قبل.

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.