سمير الفرشوطي. ✍️ آلمدينة المنورة
كلمتان بسيطتان في النطق، عميقتان في المعنى، تحملان في طياتهما فلسفة حياة كاملة وطريقة تفكير إيجابية تساعد المؤمن على مواجهة تحديات الحياة بقوة وثبات.
لماذا نقول “الحمد لله” دائماً، وما هي أهمية هذه العبارة في حياتنا اليومية؟
أولاً: الحمد لله اعتراف بنعم الله فقول “الحمد لله” هو تأكيد صريح بأن كل ما نملكه وكل ما نحن فيه من فضل الله سبحانه وتعالى فالنعم التي نتمتع بها، سواء كانت صحة أو مال أو علم أو أي شيء آخر، كلها من الله. وحمد الله على هذه النعم هو شكر له سبحانه، وقد وعدنا الله في القرآن الكريم بأنه إذا شكرناه سيزيدنا من فضله: “لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ” (سورة إبراهيم:
ثانياً: الحمد يكون في السراء والضراء فمن الجميل حمده في أوقات السعادة والرخاء، ولكن الأجمل والأكثر أهمية هو أن نحمده حتى في أوقات الشدة والابتلاء. فكل ما يصيبنا في هذه الحياة هو بقدر من الله سبحانه وتعالى، وله حكمة قد لا ندركها في حينها.
فعندما نقول “الحمد لله” في الشدائد، فإننا نؤكد إيماننا بالله وثقتنا في حكمته وعدله.
ثالثاً: الحمد يعزز الرضا والقناعة عندما نعتاد على “حمد الله” في كل أحوالنا، فإننا نزرع في أنفسنا الرضا والقناعة بما قسمه الله لنا. هذا الشعور بالرضا يجلب السكينة والطمأنينة إلى قلوبنا، ويحررنا من مشاعر الحسد والطمع التي قد تسبب لنا الكثير من الهم والحزن.
رابعاً: الحمد يدفعنا لإتقان العمل فشكر الله على نعمه يدفعنا إلى استغلال هذه النعم بالشكل الأمثل عندما نحمد الله على نعمة العقل والصحة، فإن هذا يحفزنا على استخدام هذه النعم في إتقان أعمالنا وتطوير أنفسنا. فالإتقان في العمل هو شكل من أشكال شكر الله على نعمه، كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه”. خامساً: الحمد يفتح أبواب الأمل في أوقات الصعوبات والتحديات، يمكن أن يشعر الإنسان باليأس والإحباط. ولكن عندما نقول “الحمد لله”، فإننا نذكر أنفسنا بأن الله معنا، وأنه قادر على تغيير حالنا إلى الأفضل وهذا يفتح أبواب الأمل ويمنحنا القوة للاستمرار والمثابرة.
في الختام، فإن قول “الحمد لله” ليست مجرد عبارة نرددها بلا معنى، بل هي فلسفة حياة كاملة تساعدنا على العيش بإيجابية وتفاؤل فلنجعل “حمد الله” شعارنا في كل لحظة من لحظات حياتنا، في السراء والضراء، في الصحة والمرض، في الغنى والفقر ولنتذكر دائماً أن كل ما نحن فيه هو من فضل الله ونعمته، وأن شكره سبحانه وتعالى هو السبيل إلى المزيد من فضله ورحمته.
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.