بقلم: بهيرة الحلبي
ما أعظم أن نؤدي واجباتنا بكل دقة وإخلاص، وما أجمل أن ننجز مهامنا في أسرع وقت وعلى أكمل وجه ، فتزهو حياتنا ثماراً نضرة يرضى عنها الله والجميع ، ولكن ما هي الآلية الواجب اتباعها لنيل ذلك الاستحقاق العظيم وكيف نمضي إليه حين تتوسع دائرة اهتماماتنا ويكبر حجم مسؤولياتنا ؟.
يقول الكاتب الساخر مارك توين : ” تناول ضفدعاً حياً في أول النهار ولن تواجه شيئاً أسوأ من ذلك باقي النهار ” ، هذه رمزية أثارها توين لكي يستحضر عزيمتنا بحيث نستهل يومنا بإنجاز المهام الصعبة أولاً ولا نؤجل ما هو هام ومستعجل منها إلى الساعات الأخيرة من النهار .إن عادة التسويف والمماطلة عند بعض الناس تفقدهم ثقة الأخرين بهم وتجعلهم عرضة للوم والانتقاد نتيجة التراخي في تنفيذ ما أوكل إليهم من مهام ، وعلى الرغم مما قد يتهيأ لهم من فرص ذهبية للتقدم وبيئة عمل مشجعة على الانجاز ‘ فهم يحلمون كثيراُ ويأملون كثيراً ولكنهم ينجزون قليلاً ، وفي الأمثال الشعبية يقولون “ما هكذا يا سعد تورد الإبل ” ، والشاعر أحمد شوقي يقول :
وما نيل المطالب بالتمني …ولكن تؤخذ الدنيا غلابا..
ولكي تحقق أهدافك وتنجح في حياتك لا بد من عمل دؤوب والتزام صادق بالوقت وجودة عالية في الإنتاج وإدارة جيدة في تحديد الأولويات .وهناك عدة نصائح قيمّة قد تساعدك في التخلص من التعثر وتجنبك الفوضى ، وهي ضرورة أن تدّون أسبوعياً المهام التي يتوجب عليك القيام بها يومياً وتحدد زمن الانتهاء منها ، أن تعلق قائمة المهام على الجدار أو كتابتها في الهاتف بصفحة المذكرات ، أن تبدأ بالمهام الشاقة أولاً ثم تليها السهلة والبسيطة والتي ستستمتع بإنجازها ، أن تتجنب الغوص في المهام الأقل أهمية التي تستهلك من وقتك وتبعثر أفكارك ، أن تحرص دائماً على الالتزام بالمواعيد المحددة لأداء كل مهمة ، أن لا تشتت ذهنك وتبدد وقتك مع وسائل التواصل الاجتماعي ، أن تنال قسطاً من الراحة حين الشعور بالتعب والإرهاق حتى تنشط ذاكرتك وتستعيد حيويتك ..
صحيح إن طريق المجد والعلياء شاق ومحفوف بالأشواك لكنه يوصل إلى قمة منثورة بالورود والرياحين، فلا يجب أن نغشى سلكه، ولابد من تحدي العقبات وتخطي الملمّات بكثير من الصبر والأناة على ما نكره وما تحب وأن نمضي قدماً نحو الهدف من دون تردد ولا تأخير . يقول الحسن بن علي بن أبي طالب:
لا تحسبن المجد تمراً أنت آكله.. لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر