غيداء الغامدي – جدة
رأى استشاري طب الأسرة والمجتمع الدكتور محمد بكر صالح قانديه ، أن التطور الذي شهده عالم الألعاب الإلكترونية أسهم وبشكل كبير جدًا في تراجع تفاعل الأطفال بمختلف الشرائح العمرية مع الأنشطة الاجتماعية التفاعلية مثل كرة القدم والسباحة والرحلات وغير ذلك ، موضحاً أن التقنيات أصبحت وللأسف الشديد خير جليس وصديق لكثير من الأطفال وخصوصًا اليافعين والمراهقين.
وقال إن إرتفاع إنتاج الألعاب الإلكترونية أدى بدوره إلى زيادة تعلق الأطفال بتلك الألعاب ، ونتج عن ذلك العديد من الإشكاليات منها زيادة ساعات استخدام الأطفال للأجهزة ، انعزاله عن المحيط الأسري والاجتماعي ، اكتساب عادات سيئة منها العنف والتدخين والسهر وبعض الأمراض الجسدية.
وتابع : تجعل الألعاب الإلكترونية الطفل يميل إلى العزلة الاجتماعية والانطواء على نفسه، مما يؤثر سلبًا على نموه الفكري والشخصي والاجتماعي، فهو بدلا من الجلوس أمام شاشة التلفاز مع العائلة أو يتبادل أطراف الحديث معهم، يذهب لممارسة الألعاب، وبذلك يفضل اللعب على الحديث مع العائلة، فممارسته المستمرة لهذه الألعاب تجعله يتعمق بشكل أكبر في مجال الرقمنة والتقنيات الحديثة، فبموجب هذه الألعاب صار الطفل يتحكم في الحاسوب بطريقة غير متوقعة يفوق أحيانا الكبار في ذلك، فسنه الصغير يجعله يخزن أكبر قدر من المعلومات والتقنيات.
وأضاف: في الواقع أن الألعاب الإلكترونية التي يختارها الطفل تكشف تفاصيل معينة عن شخصيته ونفسيته، مثل لعب الأسلحة والتي تتمثل في البنادق والخناجر والرشاشات والمسدسات والسيوف، وصنعت كلها طبعا لتمجيد الحروب والقوة والنزاعات ، وهذا النوع من الألعاب له تأثيرات سلبية خطيرة، منها: زيادة العنف والعدوانية لدى الطفل لذلك لا بد للأسرة أن تكون حذرة تجاه تلك الأنواع من الأسلحة، لأنها ترسخ العنف والشجار لدى الأطفال.
واختتم د.قانديه حديثه بقوله:
يقع على عاتق الوالدين مسؤولية كبيرة في متابعة أبنائهم المدمنين للألعاب الإلكترونية وذلك بتحديد وقت معين لهذه الألعاب على أن لا تتجاوز الساعة يومية ، مع الحرص على أن يكون محتوى هذه الألعاب بعيدًا عن العنف والعدوانية ، وتوجيه الأطفال بعدم استخدام الأجهزة قبل النوم ليلاً لتفادي الأرق ، وأخيرًا مساعدة الأطفال على التفاعل مع الأنشطة الاجتماعية لتجنب العزلة والانطوائية .