كن لطيفاً بنفسك

الكاتبة وداد بخيت الجهني
“ضاع حذاء طفل في البحر، فكتب الطفل على الشاطيء هذا البحر لص! وليس ببعيد منه كان رجل صياد قد اصطاد الكثير من السمك، فكتب على الشاطئ إن هذا البحر كريم! وغرق شاب في البحر، فكتبت أمه على الشاطئ هذا البحر قاتل! ورجل عجوز اصطاد لؤلؤة من البحر فكتب على الشاطئ إن هذا البحر سخي! ثم جاء الموج العالي فمسح كل ماكُتب على الشاطئ واستمرت الحياة!
الإنسان دائما ًمعرض للانتقاد من قبل الغير سواء كان على صواب، أو كان على خطأ، ولكن هناك فرق بين الانتقاد البناء، والانتقاد الهدام؛ فالبناء مصدره العقل
لا القلب،و يكون بأسلوب لطيف، وطريقة لبقة ودودة يهدف إلى التصحيح، والتوجيه، يُثني على الإيجابيات، ويُحدد مكمن الخطأ بدون تجريح، وشخصنة،ويُسلط الضوء على مواطن الخلل حتى يتم تفاديها مستقبلاً، ويقلب وجهات النظر لتكون أكثر قوةً،أم الانتقادالهدام فمصدره القلب، ومنبعه الكره، ، هدام يشوبه اللوم، والغضب،و الألفاظ الجارحة، وتحميل المسؤلية، يتصيد الأخطاء، ويضخم السلبيات، هدفه هز الثقة في النفس، والتقليل من شأن الإنجاز، والمُنجز، وعرقلة المسير، وقتل الطموح،
“فالنقد مثل المطر ينبغي أن يكون يسيراً بما يكفي ليغذي نمو الإنسان دون أن يدمر جذوره ”
لذلك على الإنسان ألا يلتفت لكل موضوع، ولا يفكربكل مايُقال، فالترفع أرقى من المشاركة، مايستنزف قلبك،ويُستهلك جهدك، ويُضعف عزمك، ويهدم طاقتك، ويثقب ثقتك، ويُهز نجاحك، ويُكسر مجاديفك، ويُحطم طموحك، لا تلتفت له، البس له ثوب التجاهل فقط، وليكن هدوئك سيدالموقف، واجعل أفعالك هي الردود، اعرف ايجابياتك، واستمر عليها، وطورها، واعترف بسلبياتك واصلحها،ولاتدع أمواج الخوف تُسيطر عليك، واكمل مسيرتك غير مبالي بالطنين المزعج، ثق بربك، وسر على دربك، مفتخراً بنفسك،و مقدراً ذاتك، شغوفاً بأحلامك، مؤمناً بتحقيقها، وخيب أماني كل من يرقب انهيارك، ولا تنظر للغير فأنت شخص آخر بظروف أُخرى، فالحياة التي هزمتك اليوم ستهزمها أنت غداً، لذلك لاتلتفت ابداً فـ “الملتفت لايصل” وقوي الإرادة لايُهزم ولايُطيل الوقوف، اسكب الأمل في قناديل حياتك وامضِ بطريقك، واكمل رحلتك، ودعهم ينعِقون خلفك متمثلاً قول الشاعر:
امتطي لمراقي المجد مركبتي
لايوهن الحقد من سعيي
مبَّرأ القلب من حقدٍ يبطِّئني
إن الحقود لفي بؤسٍ .

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

ذكريات قصة الطفل السعودي

ا/سمير الفرشوطي رحلة الانتماء والفخر في رحاب الذكريات. نعود إلى ذلك الماضي الجميل ، حيث …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.