مبارك بن عوض الدوسري
الحمد لله ربِّ العالمين، القائل في محكم التنزيل: {إِنَّهُمْ كَانُواْ يُسَٰرِعُونَ فِى ٱلْخَيْرَٰتِ…}
لقد أسعدني وفي نفس الوقت لم أتفاجأ بنبأ توقيع الرئيس التنفيذي لتجمع الرياض الصحي الأول الدكتور صالح التميمي، اتفاقية شراكة مجتمعية مع ابن محافظة وادي الدواسر البار الوجيه رجال الأعمال الأستاذ علي بن مبارك محمد آل مسن الدوسري؛ لإنشاء وتجهيز مبنى للعيادات الخارجية في مستشفى وادي الدواسر العام، عن والديه -رحمهما الله-، في إطار حرص التجمع الأول على تعزيز مساهمة القطاع غير الربحي في التنمية الصحية وفق رؤية المملكة 2030، وتمكينه لتقديم الدعم في الخدمات الصحية، مشاركًا للقطاع الحكومي وفقًا للاحتياجات الفعلية للمواطنين بجودة وكفاءة عالية وتكامل مع الخدمات التي يقدمها.، ومكمن سعادتي بداية تزايد ثقافة التبرع في المحافظة فكما يقال الأمم لا تبنى إلا بسواعد أبنائها ، وأن من شأن تلك المبادرة ترسيخ ودعم وتشجيع ثقافة العطاء في المجتمع، ووجود المزيد من القدوات يرفع مستوى المبادرة المجتمعية.، كما أنني لم أتفاجأ بتلك المبادرة وذلك التبرع الهام لمعرفتي بالشخص المتبرع والذي لم تكن تلك المبادرة الخيرة الأولى له فقد قدم الكثير من أعمال الخير بشكل فردي، أو مع أخوته الكرام لخدمة العديد من المجتمعات داخلياً وخارجياً، ولا يستغرب هذا الأمر منهم جميعاً فقد ورثوا المكارم وأفعال الخير كابر عن كابر.
وأذكر في هذا السياق هنا مثالاً حدث لي شخصياً مع والد المتبرع مبارك بن محمد آل مسن – رحمه الله – قبل عدة أعوام ، كنت اسعى لجمع مال من أهل الخير في مركزنا ” النويعمة” لعمل مشروع خيري صغير، فكان أن بدأت به أول من أزور وأعرض عليه الفكرة واطلب منه المساهمة بما تجود به نفسه، فكان أن سألني كم المبلغ المطلوب لذلك المشروع؟ فقلت له رقم المبلغ المتوقع فكان أن قال لي بلغته البسيطة ولم أتفاجأ بذلك الأمر” مر عليه في البيت بعد المغرب ولا تذهب لأحد غيري” فكان أن مررت عليه واعطاني المبلغ كاملاً وقال: “أن نقصكم شيء تعال لي حتى يكتمل المشروع الذي تعتزم عمله”، واصر حينها أن لا أعلن ذلك وأن يبقى سراً بيني وبينه !، بل أنه كلما شاهدني وكثير ما يحصل ذلك باعتباره أحد الجيران يسألني هل عندك شيء من أعمال الخير؟، لا تحرمنا الأجر أشركنا معك فيه – رحمه الله رحمة واسعة – ولذلك يحضرني بتلك المناسبة المثل الشعبي “من خلف ما مات” والمقصود بالخلفة هنا هم الأبناء الصالحون، الذين ساروا على نهج والدهم وأجدادهم في فعل الخير وكانت لهم بصمات واضحة في هذا المجال أينما ارتحلوا وحلوا، وفي الحديث الشريف تأكيد لذلك حيث قال صل الله عليه وسلم: اذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث ومنها أو ولد صالح يدعو له، وما تبرع الأستاذ علي لإنشاء وتجهيز مبنى للعيادات الخارجية في مستشفى المحافظة العام، عن والديه -رحمهما الله- إلا تأكيد على ذلك كنب الله أجره.
أن ما قام ويقوم به المواطن المخلص علي آل مسن ليؤكد لي شخصياً وكل من عرفه أن فكرة فعل الخير لديه أسلوب للحياة، الذي هو عنده من أعظم الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها الإنسان والسعي في نفع مجتمعه ونفع الآخرين وفعلِ الخير لهم، وهو العمل الذي قرنه سبحانه بأعظمِ عباده فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
شكراً لك أستاذ علي آل مسن على هذا العطاء لمجتمعك الذي سبقته منك عطاءات كثيرة، كما سبقته سمعتك وذكرك عند الآخرين بالإخلاص لوطنك المملكة العربية السعودية، وأخلاقك الرفيعة المشهودة، وتعاملك السمح وكرمك وجودك وتواضعك وحبك للخير ومساعدة الآخرين.
نسأل الله تعالى أن يرفع قدرك ومنزلتك ويخلف عليك أضعاف ما أنفقت ويبارك لك في مالك وولدك.