د.علي جمال الدين هيجان
المدير العام الأسبق لاقتصاديات التعليم. بوزارة المعارف.
إن تعشق الأوطان والشدو بما تكتنزه من خيرات حسان، ليس ضربا من ضروب الترف الإعلامي ، أو البذخ التنموي، وإنما هو مظهر من مظاهر الانتماء والولاء، وتأكيد على مضامين اللحمة والوفاء لوطن يسكن منا أحداق العيون، ويستوطن شغاف القلوب، بل ويسري حبه حتى في نياط العروق.
ويعتبر الدكتورعبدالله الزامل أحد المنارات الفكرية،المضمخ بأريج الوطنية، والمفعم ببهيج النهضوية، وما ذاك إلا لأنه يوقن بأن الوطن نسيج متماسك ، وكل متشابك يشد بعضه بعضا…لأنه ورث الأمجاد من نضال الآباء واستبسال الأجداد فأضاف إليها وأبدع وأجاد، كما ترنم بذلك الظاهرة الاجتماعية المبهرة
الدكتور غازي القصيبي ، في شدوه:
أجل نحن الحجاز ونحن نجد
هنا مجد لنا وهناك مجد.
ولذا فليس بدعا من القول أن يخط الدكتور عبدالله الزامل بيراعه المتدفق ، وتخنانه المترفق جواهر بهية ولآلئ جد سنية عن منطقة جازان وحضورها المكثف علميا وثقافيا وفكريا وتنمويا وتراثيا ، بل وإنجازات ومكتسبات، وتضحيات وبطولات في كل مسارات التنمية المزدهرة وميادينها الممرعة.
وسيظل يراع الدكتور عبدالله الزامل المتدفق في تعشقه لمنطقة جازان الإنسان والمكان والحضارة والتراث لهي أبلغ شاهد صدق على روحه الوطنية المزدانة بكل معاني التلاحم والتآزر ، بل والإعتزاز والافتخار، ومن ذلك تغريدته السندسية في جازان ، حيث يقول(إن لجازان مكانة خاصة في وجدان كل سعودي. لماتتميز به من خصائص عديدة – علميا وأدبيا ووطننا وذوقا.. – ولأن أهلها هم أكثر،من قدم من الشهداء منذ تأسيس الجيش النظامي لوطننا الغالي).
وهذه حقيقة يذيعها المنصفون، ويشيعها الموضوعيون، في أن جازان ولادة بالملاحم والمغانم المتعاظمة، شأنها شأن كافة مناطق الوطن الأشم.
ولم يغرب عن بال كاتبنا (د. عبدالله الزامل) الجانب السياحي في منطقة جازان وبالذات عن (جزيرة فرسان) اللؤلؤية، حيث وصفها( بالفردوس المفقود)على غرار (الأندلس المفقود) في رمزية لجماليات الإنسان والجغرافيا والتراث والمقومات التنموية، لاسيما وأن السياحة أضحت صناعة تنموية عملاقة تعول عليها الأمم في إثراء تنميتها المستدامة….وأود أن أزف البشرى لكاتبنا الملهم ، بأن جزيرة فرسان أضحت وجهة صحية جاذبة لما حظيت به من رعاية وعناية من لدن سمو أمير منطقة جازان ونائبه. حتى غدت جوهرة سياحية. ولؤلؤة امتاعية.
وصفوة القول فإن كاتبنا الموفق والمتدفق الدكتور عبدالله الزامل يُجّلي في طروحاته حقيقة الروح الوطنية التي ينعم بها أبناء الوطن السعودي كل الوطن (كفاءات بشرية، وكفايات مادية) ، وأنها ملك للوطن من أقصاه إلى أقصاه ، وأنه كما تفخر جازان بأنها تشرف بنماذج وطنية بارزة من كافة ارجاء الوطن، فهي كذلك تشمخر وبكل عزة وإباء بأن العديد من الكفاءات الوطنية من منطقة جازان تترصع بهم الحواضن والمراقي التنموية في كافة ربوع الوطن استشعارا لعظم المسؤولية،
وتلبية لنداء الواجب.
نعم إنه وطننا السعودية العظمى ، بلاد الشموخ والشمم ، ودرة بين العواصم والأمم، والمتربع دوما فوق هامات القمم .
ولله در الدكتورعبدالله الزامل على بوحه الوطني العذري الرقراق،وعلى زاخر محيطه الولائي الدفاق.