صديق أحمد عطيف
أماه عودي فالقلوب تفطرت
من جور حزنٍ فتت الأكبادا
بعد الرحيل تقرَّحت أجفاننا
وتبددت أحلامنا آحادا
أماه يا نور الحياةِ وبهجتي
قد كنت منهاجاً لنا ورشادا
تجري عليك دموعنا بغزارة
من زودِ خطبٍ زلزل الأوتادا
لما رأيتك فوق نعشٍ جثةً
سئمت حياتي قمة ووهادا
خطب عظيم لامثيل لوقْعِه
سلب العيون هجوعها ورقادا
القلب أمسى ناشراً أحزانه
بين الضلوع تزيده إيقادا
أماه عودي من سواك تضمني
مهما أرى من نسوةٍ أعدادا
ياجنتي عودي برجلك مرةً
علِّي أفيكِ محبةً وودادا
من بعد موتك بُدِّلت أحوالنا
حتى غدت افراحنا أضدادا
مَن تلك تدعو لي بكلِ صبيحةٍ
وعشيةٍ من قلبها إمدادا
يا رب أمي قد أتتك خليةً
ترجوك فردوساً لها ومِهادا
امنن عليها بالنعيم وهبْ لها
بين الخيامِ ستائراً ووسِادا
واغفر لها ما قدمت من ذنبها
ياسامكاً تلك السماءِ شِدادا
أنت الكريم وقد أتيتك راجيا
فأجب لعبدٍ بالدجى قد نادى
يبكي بشوقٍ أُمَّه في قبرها
ورجاك فضلاً واسعا وزوادا