سمير الفرشوطي ✍️ المدينة المنورة
يعد بئر الهجيم ومصلى العصبة في المدينة المنورة من المواقع الأثرية الهامة التي تعود إلى ما قبل عصر النبوة .
هذان الموقعان لهما تاريخ عريق يرتبط بسيرة الرسول محمد ، حيث يعتبران جزءاً من ذاكرة الركب النبوي الشريف
بئر الهُجَيْم : هي بئر أثرية تقع في منطقة العصبة في قباء جنوب غرب المسجد النبوي الشريف. يعود تاريخها إلى ما قبل عهد النبوة وكانت مجاورة لمسجد العصبة ( مسجد الهجيم ) الذي صلى فيه الرسول تقع هذه البئر في منزل بني جحجبا بن كلفة، وهم بطن من الأوس، وقد نزل المهاجرون الأوائل في هذا المكان قبل قدوم الرسول إلى المدينة.
و يقع مسجد العصبة الذي يُعرف أيضاً بمسجد التوبة، في منطقة العصبة بجوار بئر الهجيم. كان هذا المسجد أحد الأماكن التي صلى فيها الرسول ، ويقع غربي مسجد قباء داخل بستان على طريق الهجرة. يُذكر أن المسجد يقع في قرية العصبة، حيث نزل الصحابة المهاجرون قبل قدوم الرسول ﷺ.
و يروي ابن زبالة عن أفلح بن سعد وغيره أن رسول الله صلى في مسجد التوبة بالعصبة بجوار بئر الهجيم. ولقد أطلق عليه اسم “مسجد التوبة” لأنه يعتقد أن الرسول صلى فيه عند بئر الهجيم، ولكنه ليس معروفاً اليوم بموقعه الدقيق
تعتبر بئر الهجيم ومصلى العصبة جزءاً من التاريخ العريق للركب النبوي. فقد شرفت هذه المنطقة بمرور الركب النبوي الشريف يوم الهجرة النبوية المباركة، حيث كانت محطة هامة للمهاجرين الأوائل قبل وصول الرسول ﷺ إلى المدينة و إلى جانب القيمة الدينية والتاريخية، تحتوي منطقة العصبة على مزارع وآبار كثيرة، مما يجعلها منطقة غنية بالمعالم الأثرية. وقد تم ذكر هذه المواقع في العديد من المصادر التاريخية، مما يعزز من أهميتها كجزء من التراث الإسلامي
و تقوم الجهات المختصة في المدينة المنورة بمشروعات لتطوير وتأهيل المواقع التاريخية والإسلامية، ومن بينها مشروع مسجد العصبة وبئر الهجيم حيث يهدف هذا المشروع إلى الحفاظ على هذه المواقع وترميمها لتظل شاهدة على تاريخ وسيرة الرسول ﷺ
ختاما إن بئر الهجيم ومصلى العصبة يمثلان جزءاً مهماً من التراث الإسلامي والتاريخ النبوي. ويجب علينا الحفاظ على هذه المواقع الأثرية وتوثيقها . للأجيال القادمة، لتظل شاهدة على عظمة تاريخنا الإسلامي